هذا المقال تمت كتابته بواسطة الإعلامي سلطان الشمري، أحد أعضاء فريق عمل Milanreports.com حيث يتحدث عن مشاكل الميلان التي تتبلور في الطموح الفعلي لمالك النادي و الأخطاء الإستراتيجية في الإدارة التي تعيق تقدم النادي.
أصبح الحديث عن ميلان في هذه الفترة مُمل، لدرجة بأن كل المشاكل التي يعيشها النادي حاليًا أصبحت واضحة، و لا تحتاج إلى شخصية فولاذية و ذكية حتى يُحلل الوضع الحالي للنادي.
هناك من يحاول أن يصور بأن هذا المشروع متماسك و قوي فقط بعد الفوز في ديربي ميلانو بالدوري و على ريال مدريد في سانتياغو بيرنابيو في بطولة دوري أبطال أوروبا و كأن ميلان ناديًا صغيرًا ينتهي موسمه بالفوز على هذه الفرق.
لذلك هذه العقلية التي يحاول البعض زرعها إعلاميًا يجب ردعها لأن هؤلاء يتماشون حول مصالحهم الشخصية و التي لا نعلم ما هي أهدافها، و لكن بكل تأكيد نعرف مصادرها جيدًا.
و هذه مسؤولية المالك و الإدارة.. وحتى نكون واضحين جدًا في هذه المقالة: المالك جيري كاردينالي الذي يعيش في أمريكا و لا يعرف من هو ميلان.. و لا يعرف كيف يكون مالكًا حقيقيًا لنادي كرة قدم كبير مثل ميلان.. خصوصًا بأنه قبل بضعة سنوات كانت لديه مقابلة تلفزيونية أشار بها بأنه يريد شراء نادي متوسط، و أنه لا يؤمن بصرف الكثير من الأموال لكي يحقق النجاحات.
و عندما يخرج رجل ذو نظرة إقتصادية و مالية، أكثر من كونه مستثمر تقليدي في مجال كرة القدم، يتحدث عن مثل هذه الطموحات، يجب علينا أن نعرف بأنه لديه طموحات إقتصادية و ليست رياضية أبدًا.. و لكن الرياضة هي بوابة للوصول إلى أهدافه الإقتصادية.
من منكم كان يعرف كاردينالي قبل وصوله إلى ميلان؟
حتى موقع Google لم يكن يعرفه، و هذه نقطة يجب أن يدركها الكثير من جماهير ميلان.. لأن واحدة من أهم أساسيات أن تكون مالكًا للميلان.. أن تملك المرجع التاريخيّ الكافي لقيادة كيان بهذا الحجم الكبير.
كل الإحترام و التقدير لكاردينالي الشخص، و لكنه يجب عليه أن يدرك بأن ميلان ليس مكانًا جيدًا له في الجانب الرياضي، قد يكون بل بكل تأكيد ميلان هو البوابة للوصول للأهداف الإقتصادية، بدليل أن كاردينالي أصبح لديه الصفة الكافية لتوسيع أهدافه الإقتصادية خارج أمريكا.. و هذا كان واضحًا في العديد من المفاوضات التي قام بها في الأشهر الماضية لتحقيق مصالح صندوق RedBird من خلال التفاوض لشراء العديد من الشركات العالمية و من ضمنها صحيفة Telegraph البريطانية.
جاء كاردينالي في وقت يعيش ميلان ببنية تحتية صلبة جدًا، حيث قام المالك السابق Elliott بعمل كبير جدًا في الجانب الرياضي و الإقتصادي و التسويقي و القانوني لإعادة التوازن لنادي كان يعاني كثيرًا على مدى 7 سنوات تقريبًا.
كيف يتم تقييم عمل كاردينالي الذي وثق بـ جيورجيو فورلاني الذي ليس لديه خبرة كبيرة في مجال التسيير الرياضي قبل قدومه إلى ميلان؟

بكل تأكيد، التشكيل الإداري.. هل كان تشكيل كاردينالي الإداري صحيحًا؟ هل قام بإختيار الأشخاص المناسبين لإدارة المشهد الرياضي..؟ هل الأشخاص الحاليين هم فعلاً القادرين على إعادة ميلان إلى مكانه الطبيعي؟
خصوصًا أن كاردينالي منذ وصوله إلى ميلان في 30 أغسطس 2022 قال هدفنا (il nostro obiettivo) إعادة ميلان إلى المنافسات العالمية في 5 مناسبات، و في نفس الوقت لم يتحدث عن أي مشروع رياضي.
بل في الواقع أكثر ما تحدث عنه هو الملعب الجديد، و كيف تحولت كرة القدم إلى لعبة ترفيهية.
لا يدرك كاردينالي مسؤولية أن تكون مالكًا للميلان، ولا يدرك ما هي أهمية هذا النادي بالنسبة للمشجعين حول العالم.. و يحاول الترويج لهذه الفكرة من خلال تطبيق أفكار ليست لها علاقة في كرة القدم بتاتًا من خلال تطبيق فكرة تم تطبيقها في لعبة Baseball تدعى (Money Ball) .. و هي فكرة خيالية نجحت في عالم الأفلام و السينما.. نسبة نجاحها لا تتعدى 1%.
لا يمكنك أن تنجح في إدارة نادي كرة قدم إيطالي و أنت تثق برئيس لا يتحدث سوى عن الملعب الجديد.. أو مدير تنفيذي لا يتحرك إلا خلف الكواليس. أو حتى مدير فني أكبر خبراته أن يكون كشافًا للمواهب و لا يتحدث بما فيه الكفاية مع وسائل الإعلام... عدد مقابلاته الصحافية منذ وصوله إلى ميلان في عام 2018 إلا في 3 مرات.
عندما ترى هذا الجانب.. كان تستطيع أن تقول لهذا النادي لديه مشروع رياضي؟ هل هذا مشروع رياضي حقيقي؟ هل النادي يدار بشكل صحيح؟ هل هناك من يتحدث بشكل واضح و صريح فنيًا و تكتيكيًا عندما يرتكب المدرب الأخطاء؟ هل يشعر اللاعبين بالأمان عندما يتعرضون للهجوم؟ في كثير من الأحيان بدأت أشعر بأن الهجوم عندما يبدأ على اللاعبين.. و مع صمت الإدارة، يصبحون في نظري كبش فداء حتى لا ينتقد أحد عمل الإدارة.
و أبرز مثال ما حدث بين لياو و فونسيكا في الفترة الماضية.. عندما قررت الإدارة الصمت .. دون التدخل، و حماية الفريق .. و عدم خروج المشاكل على السطح للحفاظ على الهدوء و إستقرار غرفة الملابس.. هل الإدارة حاولت أن تمنع كل هذه المشاكل؟ لا…
ماذا كانت أساسًا إستراتيجية إدارة ميلان في التعاقدات؟
قرارات ضعيفة... في الإعلام يتحدثون عن طريقة لعب هجومية تعتمد على السيطرة على المباراة.. و يذهبون للتعاقد مع لاعبين لا يتناسبون لهذا الأسلوب بناءً على ما قاله فورلاني سابقًا: "نتعاقد مع اللاعبين بناءً على الفرص المتاحة".
و لهذا.. ميلان يتعاقد مع اللاعبين بناءً على الفرص المتاحة.. و ليس وفقًا لعمل إستراتيجي من أجل تطبيق فكرة مهمة يريدون العمل عليها من خلال الإدارة الرياضية، المدرب واللاعبين..
هل تعلمون ما هي نصيحتي..؟
نصيحتي: أدعو كاردينالي أن يُدرك بأن ميلان نادي كبير جدًا أكبر بكثير من طموحاته.. و هذا المكان لا يتناسب أبدًا لأفكاره.. لأنه مع هذه الأفكار لن يستطيع أن يتأقلم معنا كمشجعين لهذا الكيان الكبير.
سننتظر تلك اللحظة التي سيبيع فيها كاردينالي الميلان.. و من ثم نرى خروج فورلاني الذي تسبب بالكثير من الفوضى و المشاكل داخل النادي.. دون نسيان سكاروني و بقية الشخصيات الإدارية…
أدعوكم لإحترام هذا النادي.. فنادي ميلان ليس مجرد نادي كرة قدم بالنسبة لنا، بل هو كيان نشعر بالأمان معه.. و لكن في الحقيقة بدأت الكثير من الشكوك تحوم حول مقدرتكم لقيادة هذا النادي.. بل أنا شخصيًا أصبحت متيقنًا على عدم قدرتكم على فعل ذلك..
فورزا ميلان!
