نادي ميلان، و هو الذي يُجسِّد المجد الكروي و التقاليد، يُدار حالياً بواسطة قيادة تُقوِّض أسُسَه. جيري كاردينالي، مالك النادي من خلال شركة ريدبيرد كابيتال، و جورجيو فورلاني، المدير التنفيذي، أظهرا من خلال سلسلة من القرارات المثيرة للجدل أنهما لا يفهمان مسؤوليات إدارة نادٍ مرموق كهذا.
قراران رمزيان يُبرزان هذا القصور: بيع ساندرو تونالي، أحد الركائز الفنية و الرمزية للفريق، و إقالة باولو مالديني، الأسطورة الحية للنادي. هذه الأفعال لم تُضعف فقط المشروع الرياضي، بل جرحت أيضاً هوية ميلان و ارتباطه العميق بالجماهير.
قرارات قوضت هوية النادي

بيع ساندرو تونالي:
قرار بيع ساندرو تونالي إلى نيوكاسل يونايتد بُرِّر كضرورة مالية، لكنه وُجِّه كضربة قاسية للفريق و لمشجعيه. تونالي لم يكن مجرد موهبة فنية لا تُعوَّض، بل كان أيضاً رمزاً لهوية ميلان الإيطالية و لمشروع النهوض الذي بدأ في السنوات الأخيرة.
هذه الخطوة أبرزت منظوراً مالياً بحتاً، خالياً من الحساسية لما يعنيه بناء فريق تنافسي يتماشى مع تقاليد الروسونيري.
إقالة باولو مالديني:
إذا كان بيع تونالي قد أثار القلق، فإن إقالة باولو مالديني أثارت الغضب الصريح. مالديني ليس مجرد أسطورة لميلان، بل هو أيضاً رمز لروحه و قيمه. دوره كمدير فني كان أساسياً ليس فقط للمشروع الرياضي، بل أيضاً للحفاظ على الرابط بين النادي وجماهيره.
هذا القرار بعث برسالة واضحة: القيم التاريخية و الثقافية للنادي ليست أولوية لهذه الملكية. لقد عمَّق هذا القرار الفجوة بين الإدارة و الجماهير، كاشفاً عن افتقار للاحترام لإرث النادي.
قيادة تفتقر للوضوح و الكفاءة:
في دوره كمدير تنفيذي، فشل جورجيو فورلاني في تقديم اتجاه واضح و متناسق. قراراته الإدارية تعكس رؤية مجزأة، تفتقر لاستراتيجية طويلة المدى.
غياب التواصل الشفاف ومشروع يُوحِّد جميع مكونات النادي - من الفريق إلى الجماهير - صنع جواً من عدم اليقين يُعيق أي تقدم. هذه القيادة لا تفي بتوقعات نادٍ يطمح للمنافسة على أعلى المستويات.
جماهير مخذولة و فجوة تتعمق:
جماهير ميلان، المعروفة بشغفها و ولائها، تشعر بالخيانة من قبل إدارة تجاهلت توقعاتهم و قيمهم. الكورفا سود، رمز لجماهير الروسونيري، أعربت مراراً عن استيائها من خلال الهتافات و اللافتات التي تدعو إلى الاحترام و التغيير.
القرارات التي اتخذتها الملكية صنعت فجوة عميقة بين النادي و أنصاره، جرح لا يمكن أن نُشفى منه إلا من خلال تغيير جذري في الإدارة.
لماذا بيع النادي هو الحل الأفضل:
- 1) احترام تاريخ النادي: ملكية جديدة يمكن أن تعترف وتكرم رموز ميلان التاريخية وقيمه.
- 2) الكفاءة و الرؤية: النادي بحاجة إلى قيادة بخبرة كروية واستراتيجية واضحة طويلة المدى.
- 3) المصالحة مع الجماهير: انتقال الملكية يمكن أن يُعيد بناء الثقة مع الجماهير ويُعيد الإيمان بمجتمع الروسونيري.
- 4) النهضة الرياضية و العالمية: فقط من خلال إدارة ملائمة يمكن لميلان العودة للمنافسة على أعلى المستويات.
فعل ضروري من المسؤولية:
يجب على جيري كاردينالي و جورجيو فورلاني الاعتراف بأن قراراتهم تُعرِّض مستقبل ميلان للخطر. بيع النادي لطرف قادر على احترام إرثه و بناء مشروع ناجح سيكون فعلاً من أعظم أفعال المسؤولية.
إي سي ميلان يستحق الأفضل. يستحق قيادة تفهم جوهره و تعمل بلا كلل لإعادته إلى قمة كرة القدم العالمية. لهذا السبب، الرسالة واضحة: يجب على المالك احترام النادي والجماهير و بيع إيه سي ميلان.
هذا المقال تمت كتابته عبر سلطان الشمري / @SULTANO_91
