في حديثه على قناة "Milan Hello" على يوتيوب، تحدث المدير التنفيذي السابق لنادي ميلان و اللاعب الأسطوري زفونيمير بوبان عن عدة مواضيع مختلفة، لكن قبل كل شيء عن ميلان، النادي الذي لا يزال مرتبطًا به بشدة. إليكم أبرز مقتطفات مقابلته.
هل هناك فرق كبير اليوم بين إنتر و ميلان؟ وعلى أي مستوى؟
"عندما ننظر إلى النتائج، نعم بالتأكيد. عندما ننظر إلى النادي، نعم أيضًا. و عندما ننظر بصورة عامة لما يمثله إنتر و ميلان اليوم، فالأمر واضح. من السهل فهمه، و هو أمر محزن للغاية، و لكن من الناحية الفنية، لا أعتقد أن الفارق كبير. أما من حيث كيفية تكوين فريق يعمل بشكل جيد، فالفارق كبير. إذا قام ميلان بثلاث أو أربع تعاقدات صحيحة تعيد التوازن و تعطي منطقًا للعب — و هو غير موجود الآن، لأنه لم يكن موجودًا طوال العام — عندها يمكننا الأمل في وجود فريق حقيقي. في الوقت الحالي، هذا ليس فريقًا حقيقيًا، في حين أن إنتر كذلك: فريق تنافسي يعرف دائمًا ما يريد، و لديه هوية واضحة. أما نحن، فلا نملك هوية، بل كان لدينا 100 هوية هذا الموسم، و لا واحدة منها كانت صحيحة في النهاية. لأنه لا يمكنك، مع هؤلاء اللاعبين، بالطريقة التي تم التعاقد معهم بها و طريقة إشراكهم، أن تحصل على هوية واضحة. و هذا شيء فهمه الكثير منا منذ الصيف. كان واضحًا من الصيف، و لسوء الحظ، ثبتت صحته لاحقًا."
دعنا نعود إلى عام 2019 عندما أصبحت مديرًا تنفيذيًا في ميلان. ما هي ذكرياتك؟
"تركت الفيفا، و اتصل بي باولو عندما غادر ليوناردو. عملي في الفيفا كان شبه مكتمل، كان يحتاج فقط إلى إدارة بعد أن قمنا بإصلاح المنظمة خلال ثلاث سنوات. أراد باولو المغادرة، فقلت له: 'أنت تمثل ميلان أكثر من الميلان الموجود اليوم، لا يمكنك المغادرة.' لذا ذهبت إلى ميلان، و كان باولو مترددًا بشأن البقاء، لكنني كنت سعيدًا بالعودة إلى النادي الذي أحبه بعمق. لم أولد كمشجع لميلان، لكنني أصبحت كذلك. هذا النادي يتميز بشيء مختلف عن كل الأندية التي عرفتها، و لا أقول هذا فقط لأني لعبت فيه، بل لأنه حقيقي. عندما وصلت، أدركت أن الفريق بحاجة إلى تغيير جذري، و فعلاً خلال ستة أشهر غيرنا 13 لاعبًا. و كان من الواضح أننا لم نكن مكتملين، و في الواقع قلت بعد السوق في مقابلة أن الشبان لا يمكنهم اللعب بمفردهم. و قد أغضب هذا الكلام النادي كثيرًا. لكن كان علي قوله لأنه كان من الصواب أن يُقال، فهم لا يمكنهم التطور بمفردهم، و لهذا جلبنا في يناير كايير و إبراهيموفيتش، و هما إضافتان أساسيتان لكل الرحلة نحو الاسكوديتو. غادرت بعد شهرين لأسباب يعرفها جمهور ميلان. من دون هذين الاثنين، و خاصة من دون إبراهيموفيتش، لم يكن ليُبنى ذلك الفريق الذي سار نحو الاسكوديتو و بدأ في تكوين هوية، و هو ما تمكن بيولي من غرسه رغم وجود أشياء كثيرة لم أكن أتفق معها."
هل هناك لاعب من ذلك الموسم تفتخر بأنك كنت خلف التعاقد معه؟
"كان هناك اتفاق بيني و بين باولو: كانت له الكلمة الأكبر في اختيار المدافعين. كنا نعمل معًا و نجحنا لأن هناك احترامًا كبيرًا بيننا. أحيانًا كنت أحب مدافعًا يراه باولو كارثيًا. أما من ناحية الفهم التكتيكي، فقد كنت أملك خبرة أكبر لأني لعبت في خط الوسط بجميع الأنظمة، و كنت أفهم الديناميكيات التكتيكية أكثر. في النهاية، كنا نختار اللاعبين معًا، لم يتم التوقيع مع أي لاعب دون موافقة الطرفين. ربما صفقة ساليميكيرز كانت مضحكة، لأنني أنجزتها تقريبًا بمفردي: صفقة بـ6 ملايين أصبحت 8، و يجب على أحدهم أن يفسر هذا يومًا ما. و يجب أن أقول، دون إساءة، إنني فعلت أشياء غريبة إلى حد ما مع فورلاني، حيث كنا نحاول إقناع غوردون سينغر بمنحنا على الأقل بعض المال من بيع سوسو و بياتيك."
متى أدركت أن هناك شيئًا خاطئًا؟
"منذ البداية. بالفعل مع باولو، في ذلك اللقاء في المنزل، عندما شرحوا لي كيف تسير الأمور، قلت لنفسي: 'علينا أن نقاتل ضد المالكين من أجل مصلحة ميلان.' و قال لي باولو: 'تقريبًا.' لم أكن غافلاً قبل أن أنضم، كنت أعلم أن بعض الثقافات أو اللاثقافات ستسبب لنا المشاكل. قبلت التحدي الكبير، و انتهى بالنسبة لي مبكرًا، لكن كنت سأفعل كل شيء مجددًا لأنه كان لا بد من فعله. في أغسطس، سحبوا مني صلاحية التوقيع دون إعلامي، بشكل غريب. و لكل من يريد أن يعرف الحقيقة، أنصحه بقراءة مقابلة باولو مالديني مع صحيفة 'La Repubblica': تلك هي الحقيقة. و هناك تفاصيل قبيحة كثيرة، لكن لا فائدة من إثقال الناس بالكثير من القصص الصغيرة التافهة و العراقيل السخيفة. كانوا قد وضعوا شخصًا يُدعى إندريك، لا أعرف ماذا يفهم في كرة القدم، وكان من المفترض أن يوافق على ما نقوم به كـ'مراقب فني'. رغم أنني كنت هناك لبضعة أشهر فقط، إلا أنني فخور بما أنجزناه. و قد أثبت ذلك عمل باولو و ريكّي، اللذان قدما أداءً رائعًا رغم الصعوبات، و نجحا في بناء طريق عظيم و الفوز بالاسكوديتو. كنت قد وقعت عقدًا لثلاث سنوات: سنة أولى للتنظيف، الثانية للاستقرار، و الثالثة للمنافسة. في كل الأنشطة، هذا هو الحد الأدنى، فكيف في نادٍ مثل ميلان؟ لكن بعد 3 أشهر فقط، كانوا قد حاولوا بالفعل نزع الشرعية عنا عبر 'كمين' كما وصفه باولو. هذا هو منطق الصندوق الاستثماري: إذا اشتريت بـ10، يجب أن يكون الثمن غدًا 15، دون منطق، لأنهم ليسوا أهل كرة قدم. ليس شرًا منهم، بل لأنهم لا يفهمون كرة القدم."
في مقابلتك في فبراير 2020، تحدثت عن ثلاثة مفاهيم رئيسية: الطموح، الميلانية، و الإيطالية...
"تحدثت عن 'النزعة الميلانية'، و كان ذلك هو الخوف. و كان واضحًا أنهم يريدون إلغاء قوة الانتماء. لأنه شعور قوي جدًا بالنسبة لمن يريد التحكم بالأمور بشكل مختلف. 'دائمًا ميلان'؟ ماذا يعني ذلك؟ العالم كله يعرف ما هو ميلان، حتى وضعوا هذه العبارة على الحافلة. رجاءً... الأمر مزعج، يُفقد الأشياء عمقها، يجعلك آلةً تقريبًا. هذه هي فكرتهم: أن يصبح المشجعون عملاء، و اللاعبون أصولاً تجارية."
تمت إقالتك لـ "سبب وجيه". كيف انتهى الأمر؟
"في النهاية، لم يثبت وجود سبب وجيه، و قد ثبت ذلك قانونيًا. في الدرجة الثانية من المحكمة، أُزيل الجزء المتعلق بتعويضي عن الأضرار المعنوية. لكن الجزء الأهم بالنسبة لي، و هو "السبب الوجيه"، لم يُثبت. ما زال أمامنا لقاء لإغلاق الملف بشكل ودي."
قيل إن بعض التعاقدات نُسبت لمونكادا لتشويه عملك أنت و باولو مالديني. ما علاقتك بجيفري مونكادا؟
"هو كشاف ممتاز، رئيس قسم الكشافين ممتاز. لكن كل مكاتب الكشافين في العالم تعرف نفس اللاعبين. ربما تصل بعض الأسماء لهذا أو ذاك، لكن الجميع كان يعرف لياو. المهم كان فهم ما إذا كان يمكنه تغيير بعض السلوكيات ليتمكن من اللعب في ميلان. مونكادا كشاف ممتاز، لكنه لم يتدخل في الاختيارات. كان يقدم الأسماء فقط، و لم يناقش التفاصيل، و هذا أنيق منه. لأنه ليس من صلاحياته. ماذا يعرف عن اللعب في سان سيرو؟ أعتقد أننا أثبتنا أننا نعرف من يمكنه و من لا يمكنه اللعب هناك. لم نرتكب أخطاء جسيمة في التعاقدات. لكن كل هذا كان لتقليل قيمة عمل باولو، لأنه بقي لسنوات، بينما أنا بقيت سبعة أشهر. و لكن في تلك الأشهر كانت الثورة، و تم وضع الأسس للفريق الذي فاز بالاسكوديتو."
هل كان هناك لاعب أردت أنت و باولو مالديني التوقيع معه ولم تتم الصفقة؟
"ذهبت شخصيًا لحسم صفقة داني أولمو. لم يرغبوا بإتمامها، و كان ذلك في يناير 2020. كل شيء كان متفقًا عليه، ربما كان علينا رفع العرض قليلًا: 18 مليون + 2. الولد لم يكن يطلب راتبًا كبيرًا. ثم طُلب مبلغ إضافي بسيط، و لم أعد أستلم أي رد، فكان واضحًا أنه رفض. أيضًا سوبوسلاي، كنا قد أغلقنا الصفقة مع سالزبورغ على 20 مليون. و تم الرفض مجددًا، فقلت لنفسي: ما هذا؟ ثم حاولنا رؤيتهم و لم يريدوا مقابلتنا لمدة شهرين. اضطررت لفعل ما فعلته. بالنسبة للبعض بدا الأمر مفاجئًا، لكنه لم يكن كذلك. لم أكن أستطيع التحدث علنًا يوميًا أو أضغط من أجل اجتماع لم يأتِ أبدًا. كنا متفقين أن كل ما نبيعه يُعاد استثماره: كان هناك حوالي 50 مليون من سوسو و بياتيك. هذان اللاعبان (أولمو و سوبوسلاي) كان يمكن أن يأتوا بتلك الأموال. أولمو لم أكن مقتنعًا به تمامًا في البداية لأنه يلعب في مركز غريب، خلف المهاجم، و نحن كنا نخطط للعب 4-3-3 أو 4-2-3-1. في هذه الحالة، كان مركزه مثاليًا، لأن تشالهانوغلو لم يكن مناسبًا. هو صانع لعب، لاعب وسط، لكنه ليس رقم 10. لأنه لا يراوغ، و لا يمتلك السرعة. و في النهاية، مع براهيم دياز في ذلك المركز، حققنا أكثر. سوبوسلاي أتممنا الصفقة في إنسبروك، لم يذهب باولو لأنه يخاف أن يتعرف عليه الناس، فهو أيقونة. ذهبت أنا و ريكي مع والد اللاعب. أغلقنا الصفقة، و كان الولد يريد القدوم فورًا. تم رفضه. اضطررت أن أخبره: 'لنؤجل للصيف.' كان محبطًا جدًا، أراد الانضمام فورًا. هو ليس لاعبًا عظيمًا، لكن جيد. أما أولمو فكان لديه إمكانيات أكبر. سوبوسلاي في رأيي كان لاعب وسط 8، و مع الوقت يمكن أن يصبح صانع لعب كبير."
حول إقالة باولو مالديني، قال بوبان:
"صفحة مخزية، و بطريقة مخزية. أمر فاضح، غير مقبول، و يمكنني أن أقول آلاف الكلمات السيئة الأخرى. و قبل كل شيء، أمر غير مبرر حتى من جانبهم. بالنسبة لهم، كان باولو هو العائق الأخير أمام تنفيذ ما يريدونه. و قضية تونالي كانت مؤثرة جدًا، باولو لم يكن ليسمح له بالرحيل أبدًا. نحن نتحدث عن فرق 70 مليون، لا أعلم الرقم الدقيق. مبلغ ضخم، لكنه لم يكن يجب أن يصل أبدًا إلى ميلان، لأن تونالي لم يكن يجب أن يغادر. لأنه ميلانيستا. عندما تواصلنا معه، قال لي إنه لن يلعب لليوفي أو الإنتر أبدًا. باولو وريكي جلباه بسعر رائع. في موسمه الأول، كان مكبلاً بحب ميلان، و خوفًا من الجمهور، و طرح الناس أسئلة كثيرة. قال لي والدي: 'يبدو أنه خائف من اللعب.' و كان ذلك صحيحًا، لكنه كان بحاجة لسنة للتأقلم. قبل ذلك، لم يكن حرًا، كان ميلانيستا جدًا. و التفريط في رمز كهذا بعد الاسكوديتو وكل ما فعله، كان خطأ كبيرًا."
