يواصل ميلان إقناع جماهيره بعد أن فاز بأول مباراة كبرى في الموسم بأفضل طريقة ممكنة، مقدماً كرة قدم احتوت خلال 90 دقيقة على كل الأوجه الممكنة: سلسة، ثم فوضوية، ثم مليئة بالتضحية و المعاناة، و أيضاً بالتحدي و الإصرار. تنوع في الأساليب، من الهجمات المتكررة إلى إدارة النتيجة، أحياناً تحت الضغط، لكن قبل كل شيء بروح قتالية كانت غائبة منذ مدة طويلة.
ميلان ماسيميليانو أليغري يثبت جدارته، و من بين الإيجابيات العديدة يبرز لوكا مودريتش.
وصفه بمجرد لاعب كرة قدم يكاد يكون إهانة. إنه رجل في الأربعين من عمره لكنه لا يزال يبدو كأنه شاب صغير. صورتان تبقيان في الذاكرة بعد مباراة ميلان ضد نابولي: إحباطه بعد أحد التمريرات القليلة الخاطئة لرافاييل لياو، و فرحته العارمة بعد صافرة النهاية. كصبي فاز بأول مباراة مهمة في مسيرته. لكنه في الحقيقة لاعب من الطراز العالمي فاز بكل شيء ممكن، حسب وصف موقع"ميلان نيوز".

مودريتش هو القائد الفني و العاطفي لهذه المجموعة، لأن الايديولوجيا الكروية و حدها لا تكفي من دون الذكاء التكتيكي الذي يصنع الفارق.
مودريتش يفتح المساحات و يوسعها، يلعب متقدماً على الإيقاع، يستقبل الكرة و هو يعرف مسبقاً أين سيرسلها.
لمسة واحدة، أو اثنتان كحد أقصى، يمزج بين التحركات البسيطة ظاهرياً و بين ومضات من الجودة التي سحرت برنابيو لسنوات.
هو لا يعرف التعب، يتمتع بلياقة بدنية يُحسَد عليها. انسَ مقاعد البدلاء، انسَ دور الاحتياطي الفاخر. طاقته تحتاج إلى إدارة جيدة، لكنه سيلعب مباراة واحدة في الأسبوع. هذه أخبار رائعة لأليغري و أخبار سيئة للمنافسين. مودريتش بهذا المستوى، مدعوماً بشكل مثالي من بقية الفريق في المرحلتين الدفاعية و الهجومية، قد يكون العنصر الحاسم في وصفة ماكس الجديدة.
