آلهة كرة القدم مشاغبون حقًا، تكتب "لا جازيتا ديلو سبورت" في النسخة المطبوعة لهذا الصباح. احتشد ما يقرب من 58,000 مشجع لميلان في سان سيرو لمشاهدة الأهداف الأولى لسانتياغو خيمينيز، المهاجم الجديد الذي طال انتظاره بشغف من قبل الجماهير و سعى النادي لضمه بملايين اليوروهات، ربما حتى بمساعدة جواو فيليكس، الموهوب ذو الأقدام السحرية الذي وصل إلى ميلان في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الشتوية.
لكن الحبكة أخذت منعطفًا غير متوقع: لعب المهاجم المكسيكي دور صانع الألعاب، حيث مرر كرة بينية مثالية إلى اللاعب السابق لتشيلسي، الذي أسقط سفيلار ببراعة و هو يندفع نحوه. لم يكن جواو فيليكس هو من صنع الهدف لخيمينيز، بل العكس تمامًا. لكن، تبقى النتيجة واحدة: قلوب جماهير الروسونيري تخفق، و شغفهم يشتعل.

ظهور جواو فيليكس وسانتياغو خيمينيز لأول مرة مع ميلان
عند الدقيقة 59 من مواجهة روما، يشهد سان سيرو اللحظة التي يرى فيها ساني و جواو لأول مرة، حيث دخلا بديلين عن أبراهام وبوليسيك، على التوالي. الهتاف كان قد بدأ بالفعل منذ إعلان التشكيلة، رغم أن الثنائي بدأ المباراة على مقاعد البدلاء، تمامًا مثل ريكاردو سوتيل، الذي حصل هو الآخر على لحظاته الأولى بقميص الروسونيري في الدقائق الأخيرة.
دوى الملعب بأسمائهم، في ترقب للحظة التي سيدخلون فيها أرض الملعب. وبعد مرور ما يقرب من ساعة على اللقاء، قرر سيرجيو كونسيساو إطلاق العنان لآلهة ميلان الوثنية الجديدة أمام جماهير الروسونيري.
أول ملاحظة تكتيكية: تمركز سانتياغو خيمينيز في المقدمة بطبيعة الحال، دون مفاجآت. أما الجانب المثير للاهتمام، فكان تمركز جواو فيليكس، الذي عمل كصانع ألعاب حر خلف المهاجم المكسيكي، فيما شغل أليكس خيمينيز الجهة اليسرى و موسى الجهة اليمنى. كان النظام يتأرجح بين 4-2-3-1 و 4-4-2 عندما يتقدم البرتغالي إلى الأمام ليشكل ثنائيًا مع سانتياغو خيمينيز. ثنائي غير متناسق، لكنه شراكة فعالة، لدرجة أنه في غضون دقيقتين فقط، و جد خيمينيز الفرصة لتمرير كرة رائعة إلى جواو فيليكس، لكن ندريكا تمكن من إيقاف الهجمة المرتدة الخطيرة باندفاع سريع.
عندما أدخل كونسيساو رافاييل لياو في الدقيقة 70، لم يتغير التوزيع الهجومي للفريق، رغم أن النتيجة (2-1) كانت بالفعل في صالح الروسونيري.
تحفة ميلانية
بعد دقيقتين فقط، انفجر سان سيرو فرحًا. استلم سانتي خيمينيز الكرة على الجهة اليمنى من وسط الملعب، ثم هيأها بقدمه اليسرى، و تمامًا كما يفعل صانع الألعاب الكلاسيكي، مرر كرة بينية مثالية في المساحة إلى جواو فيليكس. بالنسبة للنجم البرتغالي، لم يكن الأمر سوى مسألة لمسة نهائية بسيطة ليسجل في ظهوره الأول، و يؤمن فوز ميلان على روما، و يقود الروسونيري إلى نصف نهائي كأس إيطاليا.
ماذا عن احتفالية جواو فيليكس؟
فقد كان بتوقيع "ليلة سعيدة" للمثل ستيف كاري، وضع الرأس على اليدين كأنه نائم. احتفال أصبح أيقونيًا الآن.
بالنسبة لخيمينيز، رغم أن هدفه الأول لم يأتِ بعد، إلا أنه ترك بالفعل تأثيرًا كبيرًا خارج الملعب. يومي الأحد و الاثنين، عندما تم تقديم "إل بيبوتي" رسميًا كلاعب في ميلان، سجل النادي زيادة هائلة بنسبة 388% في مبيعات القمصان عبر الإنترنت، حيث استحوذ القميص رقم 7 على 92% من جميع المشتريات. و لم يكن مفاجئًا أن تأتي أكبر قفزة في المبيعات من المكسيك، حيث ارتفعت بنسبة 543%.
إذا كان تأثيره على أرض الملعب يماثل تأثيره التجاري، فإن الجماهير لديها كل الأسباب لتكون متحمسة.
