قبل البدء في أي نقاش، لا بد من وضع النقاط على الحروف. سوق الانتقالات الشتوية لميلان لم يصحح جميع الأخطاء التي ارتُكبت سابقًا، و لم يملأ الفراغات و النواقص التي لا تزال موجودة داخل صفوف الروسونيري.
كان السوق الشتوي تدخلاً حاسمًا، قويًا، و موجزًا على المدى القصير. و الهدف، إذا كان لا يزال بحاجة إلى التأكيد، هو ضمان المشاركة في النسخة القادمة من دوري أبطال أوروبا. بمعنى آخر: إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى أمر لا غنى عنه تمامًا.
و مع ذلك، يعيد ميلان اكتشاف نفسه كفريق مليء بالمواهب. لم يكن الأمر بحاجة إلى جواو فيليكس وسانتياغو خيمينيز لتذكير الجميع بذلك، لكن هذين العنصرين، إلى جانب المدرب سيرجيو كونسيساو، يبدو أنهم فتحوا 'صندوق باندورا' المليء بالعجائب.

لا يزال الروسونيري فريقًا عاطفيًا للغاية، و يواجه مهمة صعبة تتمثل في استعادة خاصية افتقدها منذ زمن طويل: ألا و هي الاستمرارية. الصبر و العمل الجاد مطلوبان قبل كل شيء، لكن الإشارات الأولى أكثر من إيجابية.
الآن، ننتظر إمبولي، و هو اختبار مثالي لهذا "الميلان الجديد".
فريق كونسيساو مطالب بالفوز، و لكن ليس فقط غدًا. الروسونيري في حاجة ماسة لحصد النقاط تلو النقاط من أجل الصعود في جدول الترتيب و إخافة المنافسين الذين يسبقونه. أما بالنسبة لدوري أبطال أوروبا، فيجب التعامل معه خطوة بخطوة: أولاً، يجب تجاوز عقبة فاينورد، و بعد ذلك، من يعلم؟ ربما سيكون هناك المزيد من المرح.
يأتي كل هذا مع شعور متجدد بالحماس، و سان سيرو الذي يغني من جديد، و أجواء حيث، و إن ببطء، بدأت الغيوم تتبدد. الوحدة ضرورية، كما شدد كونسيساو مرارًا، لأنه، و دون الإساءة إلى الملكية الأمريكية، كرة القدم لا تقوم فقط على الميزانيات و الأرقام، بل أيضًا على مشاعر من ينزلون إلى أرض الملعب و من يشاهدون من المدرجات.

ميلان يجب ألا يكرر أخطاء الصيف الماضي
في يونيو، سيتم إجراء التقييم النهائي. من الواضح أن النتائج التي يتم تحقيقها هذا الموسم ستحمل وزنًا كبيرًا، لكن إدارة الروسونيري ستكون مطالبة أيضًا بإثبات أنها تعلمت من أخطائها. إذا كنت ترغب في اللعب في دوري أبطال أوروبا كل عام، فأنت بحاجة إلى الجودة، و اللاعبين من الطراز الرفيع، و التطور المستمر. الاستقرار المالي أمر بالغ الأهمية، هذا أمر واضح الآن، لكن بنفس الأهمية أيضًا الفريق الذي ينزل إلى أرض الملعب.
كان الصيف الماضي مليئًا بالارتباك، و التعاقدات التي أثارت العديد من الشكوك، و غياب التواصل مع المدرب على مقاعد البدلاء، وفقًا لما نقلته PianetaMilan.it.
من الصيف المقبل فصاعدًا، سواء كان كونسيساو أو شخصًا آخر من يتولى المقاليد الفنية لتدريب الفريق الأول، يجب على الإدارة أن تخطط لكل خطوة، و كل مفاوضات، و كل قرار داخل الملعب بدقة متناهية، لأن الخطأ أمر بشري، لكن الإصرار على الخطأ هو ما لا يُغتفر.
