"لديه وجه ميلان"
ليس مجرد خطاب بلاغي. عندما وقع جواو فيليكس مع الروسونيري في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الشتوية، كان هذا أحد أكثر التعليقات تكرارًا بين مشجعي ميلان، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الأحاديث غير الرسمية في المقاهي المحلية.
بوجهه النظيف (شبه الطفولي)، و تسريحته الأنيقة، و جسده الخالي من الوشوم الظاهرة، كان من المرجح أن ينال إعجاب سيلفيو برلسكوني، الرئيس الذي جلب ريكاردو كاكا إلى ميلان. قال برلسكوني ذات مرة عن النجم البرازيلي في أوج تألقه مع ميلان: "إنه الشاب الذي يريده كل أب زوجًا لابنته." و ربما كان سيستخدم كلمات مماثلة لوصف جواو. لكن التشابه بين كاكا و المهاجم البرتغالي لا يقتصر فقط على المظهر. داخل الملعب، يتحدث جواو نفس لغة ريكي، تلك المحجوزة للاعبين من طراز رفيع.

زلاتان إبراهيموفيتش: "جواو فيليكس يذكرني بكاكا"
خلال تقديم التوقيع الجديد لميلان، لم يتردد زلاتان إبراهيموفيتش في إجابته عندما سُئل عن اللاعب الذي يذكره بجواو فيليكس: "كاكا." و أضاف مستشار ريدبيرد: "البرازيلي كان سلسًا و ديناميكيًا، تمامًا مثل جواو اليوم." ثم أوضح أكثر: "جواو يستمتع بالمراوغات واللمسات الفنية، بينما كان كاكا ربما أكثر مباشرة. لكن من غير العدل مقارنته بالآخرين، فيليكس موهبة عظيمة، لا يزال شابًا، و سيشق طريقه الخاص هنا. نعم، هو معار، لكن إذا قدم أداءً جيدًا، فكل شيء ممكن."
و هذا يشمل احتمال بقائه مع ميلان بعد الصيف. اللاعب نفسه لم يُخفِ رغبته قائلاً: "أشعر أنني بحالة جيدة هنا. إذا كانت هناك فرصة للبقاء، فسأرغب في ذلك." و بالحديث عن المقارنات مع كاكا، كشف جواو: "إنه لاعبي المفضل على الإطلاق. لم أتحدث معه عن انتقالي إلى ميلان، لكنني التقيت به سابقًا في الولايات المتحدة و أجريت معه مقابلة. إنه قدوة. لا يمكنني مقارنته بنفسي، لكنني أود أن أحقق في ميلان و لو جزءًا مما فعله."
لكن إلى جانب التشابه العام في المظهر، ما الذي يجمع بين جواو فيليكس و كاكا؟
أولاً، دورهما في الملعب. مزيج بين صانع ألعاب و مهاجم ثانٍ. بدأ ريكي مع ميلان كلاعب رقم 10 صريح، خلف شيفتشينكو و إنزاغي (أو توماسون)، قبل أن يحوّله أنشيلوتي تدريجيًا إلى مهاجم ثانٍ—لينتهي به المطاف بالفوز بدوري أبطال أوروبا كأفضل هداف في البطولة، ثم الكرة الذهبية.
جواو لا يزال بعيدًا عن ذلك المستوى، بالطبع، خاصة من حيث تسجيل الأهداف، لكنه يلعب تحت قيادة كونسيساو في دور مزدوج بين الوسط والهجوم—أحيانًا كمهاجم مساند لخيمنيز و أحيانًا كصانع لعب خلف المهاجم المكسيكي. "قلت له إنني أود اللعب في مركزي، لكنني سأفعل ما يطلبه مني المدرب"، يوضح فيليكس.
من الناحية الفنية البحتة، المقارنة ليست بعيدة عن الواقع. لدى جواو أصول برازيلية من جهة والده، و"الجوغا بونيتو" تسري في دمه: اللمسات الأولى السريعة، الكعبيات، الرفعات الناعمة، كلها من السمات الأساسية في أسلوب لاعب بنفيكا السابق. و كما أشار إبراهيموفيتش، كان كاكا أكثر براغماتية، لاعبًا غير اعتيادي بالنسبة لنجم برازيلي لكنه كان مثالًا مثاليًا للبطل الحديث. المفارقة؟ البرتغالي جواو يلعب بأسلوب أقل "أوروبية" من البرازيلي كاكا.
و هنا مرة أخرى، يقدم إبراهيموفيتش مثالًا، مشيرًا إلى الفرصة التي أهدرها فيليكس في الدقائق الأخيرة ضد إمبولي: "وبخته لأنه سجل بالفعل ضد روما بطريقة اللوب وحاول تكرارها يوم السبت. في تلك اللحظة، كان عليه أن يسجل. الحيل السحرية جيدة بين الحين و الآخر، ولكن ليس دائمًا. يجب أن تكون قاتلًا أمام المرمى وتنهي المباراة."
أين يحتاج فيليكس إلى التحسن؟
هذه ليست المنطقة الوحيدة التي لا يزال جواو فيليكس بحاجة إلى التطور فيها مقارنة بالفائز السابق بالكرة الذهبية. بعض العيوب، مثل قدرته على حمل الكرة بسرعة عالية، قد لا يتمكن من التغلب عليها أبدًا. البرتغالي أخف وزنًا وأقل قوة في الركض مقارنة بسابقه في قميص الروسونيري. من هذه الناحية، كان كاكا ظاهرة فريدة، لا تقبل التقليد.
لكن حيث يمكن للاعب السابق لتشيلسي محاولة سد الفجوة هو في الكفاءة و العقلية. باستثناء موسمه الأول الاستثنائي مع بنفيكا، كان جواو فيليكس غير مستقر جدًا، يقدم لمحات من العبقرية الحقيقية، لكنه يختفي بشكل غير مبرر في أوقات أخرى، على الأقل من منظور خارجي. لكن الاستمرارية هي السمة المميزة للاعبين العظماء. إذا أراد أن يُعتبر واحدًا منهم، و أن يجعل المقارنة مع كاكا أكثر منطقية، فعليه أن يجدها.
ميلان قد يكون المكان المثالي لتحقيق ذلك. يقول فيليكس: "وقعت في حب أجواء سان سيرو على الفور. لم أتوقع ترحيبًا دافئًا كهذا—شعرت بحب الجماهير." إذا تمكن من تحقيق حتى نصف السحر الذي فعله كاكا، فسيظل خالدًا في ذاكرة ميلان للأبد.
المصدر: لا غازيتا ديلو سبورت
