حتى شعره أصبح الآن ورديًا باهتًا، تمامًا مثل أدائه و المجهود الذي يبذله على أرض الملعب: لم يتبقَّ الكثير من ثيو هيرنانديز الحقيقي. وسم TheoHernandez# ينتشر بسرعة على منصة X، حيث يجمع أكثر من خمسة عشر ألف منشور في غضون ساعات قليلة.
حتى دون الحاجة إلى التمرير عبر جميع المنشورات، فإن نبرة الإحباط و الغضب من الجماهير واضحة. هو المتهم الرئيسي. زلاتان إبراهيموفيتش يلمّح إلى ذلك بشكل غير مباشر: "في الإنذار الأول، قام بشد قميص الخصم، هذه أمور تحدث في الملعب. في البطاقة الصفراء الثانية، كان الحكم قاسيًا. ثيو ليس ممثلًا، فلماذا قد يدّعي السقوط في مباراة كهذه؟ قبل طرده، ربما كان يستحق تحذيرًا. في كل الأحوال، هنا تغيّرت المباراة."
ميلان تلقى هدف التعادل من الهولنديين و ودّع دوري الأبطال في منتصف فبراير، كما أشارت صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت.

أخطاء عديدة من ثيو هيرنانديز
سبع دقائق من اللعب غير المنطقي تعكس موسمًا غير عقلاني: الإنذار الأول في الدقيقة 44، و الثاني في الدقيقة 51. كان هيرنانديز موقوفًا بالفعل عن ذهاب ثمن النهائي المحتمل، لذا فإن طرده لم يكن ليؤثر على مستقبله القاري.
عندما أشهر الحكم البطاقة الحمراء، بدا متفاجئًا و رفع ذراعيه، و لم يغادر الملعب إلا بعد مرور عدة ثوانٍ.
لم يقترب منه أحد لمواساته. نزل درجات ملعب سان سيرو و اتجه مباشرة إلى غرفة الملابس، في مشهد يظهر تعلقًا بالمباراة لم يظهره من قبل، و لا حتى في الأسابيع الأخيرة: غير محفّز، مشتت الذهن، أكثر ميلًا للتمرير للخلف بدلًا من الانطلاق نحو الأمام.
لكن بعيدًا عن صورة الأمس، فإن الكوارث هذا الموسم كانت مستمرة على طوال الموسم: أخطاؤه في المباراة الأولى ضد بارما بعد أن تم استبعاده من التشكيلة الأساسية في الجولة الافتتاحية، تمرده خلال فترة التوقف لشرب المياه في ملعب لازيو، و هو ما أدى إلى استبعاده كعقوبة.
ثم جاءت بطاقته الحمراء الأولى هذا الموسم في فلورنسا، في الوقت بدل الضائع، حيث كلفته احتجاجاته كقائد للفريق الإيقاف لمباراتين. عاد بعدها ليقترف أخطاءً أخرى في مواجهة كالياري خارج الديار. و بين هذه الأحداث، ظهرت شائعات عن حياته الشخصية المضطربة.
فونسيكا أجلسه على مقاعد البدلاء أمام جنوى و فيرونا في نهاية 2024، و لم يستعد مركزه الأساسي إلا بعد جلسة توضيحية أدت إلى مشاركته في آخر مباراة في العام ضد روما، المباراة التي أدت في النهاية إلى إقالة المدرب.
كونسيساو سحب منه شارة القيادة لكنه أبقاه في التشكيلة الأساسية كظهير أيسر، دون أن يظهر أي سيطرة أو تفوق على خصومه، بل على العكس، كان هو من يعاني. و الآن، بعد أن كان أداؤه ضعيفًا في الذهاب و متهورًا في الإياب، تطرح التساؤلات حول مستقبله.
ماذا عن مستقبل ثيو مع ميلان؟
أخطاؤه الأخيرة كلّفت الروسونيري مكانهم في دوري الأبطال. النادي يدرس فرض غرامة عليه—إجراء ممكن، إن لم يكن مرجحًا، لمعاقبته على تمثيله الذي أدى إلى الطرد. لكن السؤال الحقيقي الآن: كيف يمكن إعادة دمجه في مباريات الدوري؟ ميلان سيعود إلى المنافسات يوم السبت ضد تورينو خارج أرضه.
لا يوجد بديل حقيقي له في الفريق: الشاب بارتيساغي ليس جاهزًا لقيادة الجبهة اليسرى في سباق الفريق على المراكز المتقدمة. تيراتشيانو يؤدي دور الظهير بشكل مؤقت، و أليكس خيمينيز لاعب أيمن يمكنه اللعب على اليسار، و ربما يكون الخيار الأكثر منطقية. و رغم كل ذلك، فإن كونسيساو يدافع عنه بشكل غير متوقع: "أنا أعرف ثيو منذ فترة طويلة و أعلم أنه يستطيع تقديم ما هو أفضل، و مدربه يعرف ذلك أيضًا. أنا من يتحمل مسؤولية هذا الإقصاء، و ليس ثيو. لقد قدّم الكثير لميلان."
اللافت هنا أن المدرب يتحدث عنه بصيغة الماضي، و ليس الحاضر—و بالتأكيد ليس المستقبل. من الصعب تصوّر استمرار هيرنانديز مع الفريق الموسم المقبل. عقده ينتهي في 2026، و رغم وجود مفاوضات للتجديد، إلا أنها لم تصل أبدًا إلى مرحلة حاسمة. كما أن جذب المشترين يبدو أمرًا معقدًا: العرض الوحيد الملموس في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة جاء من نادي كومو، الذي قدّم أكثر من سبعة ملايين يورو كراتب سنوي صافٍ للاعب، و حوالي خمسين مليون يورو لميلان. الرفض لم يكن من النادي، بل من ثيو نفسه. و الآن، ينتظر ميلان عروضًا جديدة. ربما تكون قصة هيرنانديز مع ميلان قد انتهت بالفعل، في ليلة باردة من ليالي فبراير.
