القطار الأخير إلى دوري الأبطال... سيرجيو كونسيساو استقله بالأمس في وقت متأخر من بعد الظهر من محطة ميلانو المركزية، متجهًا نحو بولونيا، المحطة الحاسمة للحفاظ على الأمل في إمكانية اللعب في المسابقة الأوروبية الكبرى الموسم المقبل.

الليلة في ملعب دال آرا، في المباراة المؤجلة من الجولة التاسعة من الدوري الإيطالي، يجب على الروسونيري تحقيق الفوز بأي ثمن لتقليص الفارق إلى خمس نقاط فقط خلف يوفنتوس، الذي يحتل المركز الرابع، والإبقاء على حلم دوري الأبطال حيًا. سيرجيو كونسيساو يدرك ذلك جيدًا. فبعد أقل من 60 يومًا منذ وصوله إلى دكة ميلان، وجد نفسه أمام وضع أكثر تعقيدًا مما كان يظن في البداية. لكن في بولونيا، لا مجال للأعذار: يجب الضغط على دواسة الوقود وانتظار تعثر المنافسين.
وعلى الرغم من الإقصاء من الكأس أمام فينورد والهزيمة المؤلمة في تورينو، فقد جدد النادي ثقته في كونسيساو، على الأقل في الوقت الحالي. لكن الثقة هي أيضًا الكلمة المفتاحية بالنسبة للمدرب فيما يتعلق بلاعبيه. سيرجيو حرص على التعبير عن ثقته في محادثات خاصة مع بعض اللاعبين الذين لم يقدموا المستوى المطلوب—مايك مينيان، على سبيل المثال. الحارس الفرنسي سيكون أساسيًا في دال آرا، مستعدًا للتعويض عن الأخطاء العديدة التي ارتكبها في الأسابيع الأخيرة.
سؤال رئيسي يلوح في الأفق حول التشكيلة: هل يبدأ جميع المهاجمين الأربعة معًا أم لا ضد بولونيا؟
صباح أمس في ميلانيلو، قام كونسيساو بتجربة عدة خيارات. بدأ بالرباعي الهجومي، ثم أخرج جواو فيليكس، ثم لياو، قبل أن يعيد اللاعب البرتغالي السابق في تشيلسي إلى التشكيلة. بوليسيتش جُرّب أولًا على اليمين ثم على اليسار، موسى كلاعب وسط دفاعي ثم كجناح أيمن، كما لم يتم استبعاد سوتيل بعد أدائه المميز كبديل في تورينو. القرار النهائي سيُتخذ اليوم.
رافاييل لياو... المطلوب في أفضل حالاته
سواء بدأ المباراة أو دخل كبديل، فإن لياو هو اللاعب الذي ينتظر منه كونسيساو تغيير الإيقاع. في مواجهة تورينو، أخرجه المدرب بعد شوط واحد فقط. لم يقدم البرتغالي الكثير باستثناء ربح ركلة الجزاء التي احتُسبت بسبب لمسة يد على بيديرسن.
الأهم من ذلك، أنه لم يُرضِ كونسيساو من الناحية الدفاعية. لياو يجب أن يكون أكثر حسماً في الهجوم وأكثر تعاونًا في الدفاع، تمامًا كما طلب منه فونسيكا في بداية الموسم. من مدرب لآخر، تبقى المطالب والمشاكل ذاتها. وعلى الرغم من أن ميلان مع كونسيساو سجل تحسنًا طفيفًا في الدوري (بمتوسط 1.75 نقطة لكل مباراة مقابل 1.59 مع سلفه)، إلا أن هذا الإيقاع لا يزال غير كافٍ لتحقيق الهدف المنشود—التأهل لدوري الأبطال.
استيقظ يا جواو فيليكس
حصل كونسيساو على تعزيزات في سوق الانتقالات الشتوية، ما رفع سقف الطموحات. و مع ذلك، لم تكن الأمور مثالية على أرض الملعب. لا جدل حول خيمينيز، الذي رغم بعض التذبذب، يحافظ على معدل تهديفي جيد.
ووكر غاب فقط بسبب الإصابة التي يقترب من التعافي منها، سوتيل لم يشارك كثيرًا، و بوندو لم يسجل ظهوره الأول بعد. لكن اللاعب الذي يُنتظر منه أن يكون القائد الهجومي هو جواو فيليكس، غير أن مستواه تراجع بعد بدايته المتألقة ضد روما.
ليس من المستغرب إذًا، و رغم كونه أحد المفضلين لدى كونسيساو، أن اللاعب السابق في تشيلسي ليس مضمونًا في التشكيلة الأساسية ضد بولونيا. سواء كان هو أو لياو من يبدأ المباراة على مقاعد البدلاء، بافتراض أن ميلان لن يعتمد على رباعي هجومي، المطلوب من البديل أن يكون له تأثير حاسم في اللقاء.
عودة يوسف فوفانا
أحد اللاعبين المتوقع أن يستعيد مكانه في خط الوسط هو يوسف فوفانا، بعد جلوسه على مقاعد البدلاء في مباراتي فينورد و تورينو. لاعب الوسط الفرنسي شهد انخفاضًا في مستواه، ربما بسبب الإرهاق الناتج عن خوضه 30 مباراة متتالية. لكن الآن، حان وقت العودة بقوة. لم يعد هناك متسع لالتقاط الأنفاس—موسم ميلان عند مفترق طرق.
إما النهوض مجددًا لمطاردة الهدف الذي كان يعتبر الحد الأدنى من الطموحات الصيف الماضي، أو—رغم التتويج بكأس السوبر الإيطالي في الرياض، الإعلان رسميًا عن فشل موسم 2024-25. لكن، ستكون هناك عواقب حتمية، تبدأ بمصير كونسيساو نفسه.
المصدر: غازيتا ديلو سبورت
