وقت العشاء، بعد الحصة التدريبية الصباحية والغداء في ميلانيلو، كان كونسيساو جالسًا أمام جهاز الكمبيوتر الخاص به يدرس مقاطع فيديو لفريق لاتسيو، الخصم القادم لميلان، أمر طبيعي بالنسبة للمدربين، لكن بالنسبة لسيرجيو، الأمر مختلف.

هذه أيام وساعات حاسمة لمستقبله. لقد صرح بنفسه مرارًا أن النتائج هي التي تحدد مصير المدرب، وبالنظر إلى وضع ميلان الحالي، يبدو أن رحيله بات وشيكًا. قبل بضعة أيام، قال: "سأعمل ليلًا ونهارًا من أجل المركز الرابع"، ثم تلقى هزيمة أخرى في بولونيا. بالأمس، كان كونسيساو يعمل بمفرده تمامًا، حتى دون دعم تقني لتحليل الفيديو.
سيكون لدى سيرجيو فرصة لاستعادة توازنه أمام لاتسيو والمضي قدمًا، لكن الوصول إلى دوري أبطال أوروبا—الذي يبتعد عنه ميلان الآن بفارق ثماني نقاط—يبدو أمرًا صعبًا للغاية. وكان التأهل إلى المسابقة الأوروبية الكبرى هو الضمان الوحيد تقريبًا لاستمراره على مقاعد بدلاء ميلان. على العكس، يبدو الآن شبه مؤكد أن النادي سيبدأ دورة تدريبية جديدة. ومع دخول شهر مارس واقتراب الربيع، حان الوقت لتقييم الخيارات قبل اتخاذ القرار النهائي. خاصة في نادٍ يعمل فيه فريق كبير من المسؤولين، حيث يجب أن تتلاقى جميع الأفكار في قرار واحد. قريبًا، سيتم تعيين مدير رياضي جديد أيضًا.

قد يكون اسم سيسك فابريغاس هو الحل الذي يلقى إجماع الجميع. يتمتع بجاذبية وخبرة رائعة كلاعب في أعلى المستويات، والآن لديه الطموح لإثبات نفسه كمدرب. منذ نوفمبر 2023، تولى مسؤولية فريق كومو، وفقًا لما نقلته 'لا غازيتا ديلو سبورت'.
كمدرب، قاد الفريق إلى الصعود إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي في صيف 2024، وهو دوري لم يشارك فيه كومو منذ عشرين عامًا. هذا الموسم، بعد أن بدأ الموسم معهم، يحتل الفريق المركز الثالث عشر، واحتفل يوم الأحد الماضي بفوز على نابولي. لديه فريق يتبعه بالفطرة ويلعب بروح انتماء قوية. أسلوبه التدريبي واضح، ممتع، وجذاب لكنه فعال أيضًا.
مدرب شاب جذب انتباه الأندية الكبرى، وبالطبع ميلان من بينها. ليس هذا فقط—بل يُعتبر فابريغاس الخيار المفضل، والتحرك مبكرًا لضمان التعاقد معه قبل المنافسين سيكون مفيدًا للغاية. مقارنة بالأندية الكبرى الأخرى، لدى ميلان ميزة واحدة: من شبه المؤكد أنه سيجري تغييرًا على مقاعد البدلاء في نهاية الموسم.
من هم المرشحون الآخرون لتعويض كونسيساو؟
هناك أيضًا خيارات بديلة. أحدهم هو ماوريتسيو ساري، الذي ارتبط بميلان في الصيف الماضي مجددًا بعد إقالة فونسيكا. آخر تجربة له كانت مع لاتسيو، حيث انتهت باستقالته في مارس 2024.

يتطلع ساري إلى العودة إلى التدريب، وعلى الرغم من أن مقعد ميلان في سان سيرو لم يكن مريحًا مؤخرًا، إلا أنه لا يزال يمتلك القدرة على تقديم أمسيات رائعة في المستقبل. يضمن ساري كرة قدم جذابة، وهو شيء يستحقه جمهور ميلان للاستمتاع به مرة أخرى.
ينطبق نفس النهج على روبيرتو دي زيربي، وهو مرشح آخر ارتبط بميلان قبل عام. نشأ في أكاديمية ميلان كلاعب، وشهدت مسيرته التدريبية تطورًا كبيرًا.
سبق له التدريب في الدوري الإيطالي، وحقق نجاحًا مع شاختار دونيتسك قبل أن يخوض تجربة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع برايتون، ثم انتقل إلى مارسيليا الصيف الماضي. العودة إلى إيطاليا من الباب الكبير تبدو فكرة مغرية له.
