السؤال الأول و الأهم في بناء ميلان الجديد يتعلق تحديدًا بحراسة المرمى: هل سيعود مايك مينيون لنسخته المعهودة من جديد، و بذلك سيستحق التجديد، أم أن قواه الخارقة قد انتهت، مما سيجبر ميلان على البحث عن بديل؟
ميلان—و قبله ليل—بنيا نجاحاتهما المحلية على تصديات الحارس الفرنسي، الذي لُقب بـ"النسر السحري" بسبب قدرته على التحليق بين القائمين. في سكوديتو 2022، كان بطلًا رئيسيًا، يليه فقط رافاييل لياو. لكن الموسم التالي تأثر بالإصابات العضلية، و في الموسم الذي تلاه (2023-24)، كان مينيون أقل "تحليقًا" لكنه ظل حاسمًا في بعض المواقف. أما في الموسم الحالي، سواء في الدوري أو دوري أبطال أوروبا، الذي انتهى بالنسبة لميلان في فبراير، فقد كان تأثيره أقل بكثير. في الواقع، خطأه في مباراة الذهاب من مواجهتي الملحق ضد فاينورد جعل الطريق أكثر صعوبة، ثم جاءت بطاقة ثيو الحمراء في الإياب لتزيد الأمور تعقيدًا، مما أدى إلى خروج ميلان من البطولة.

في الدقائق الأولى من لقاء الذهاب في هولندا، سجل البرازيلي إيغور بايشاو هدفًا في مرمى مينيان عند الزاوية القريبة. و تكررت الأخطاء في سلسلة غير محظوظة، مثل ارتباكه في هدف دياو أمام كومو، و عدم يقظته في هدف كالياري بسان سيرو (الذي سجله زورتيا)، و تمركزه غير المثالي أمام وياه في مباراة يوفنتوس في تورينو. بعد الخطأ في دوري الأبطال، جاءت أخطاء أخرى ضد تورينو: تمريرة خاطئة نحو تشاو، و الهدف العكسي الصادم. أو التحدي على إيزاكسن، الذي أدى إلى ركلة الجزاء الحاسمة في خسارة ميلان أمام لازيو في سان سيرو في أوائل مارس.
لكن هناك نسخة أخرى، حديثة جدًا: ليلة أمس، أنقذ مينيون ركلة جزاء في مباراة كرواتيا ضد فرنسا أمام كرمارتيش—تصدي بقدمه ليغلق المرمى. لطالما نجح في السابق في إغلاق مرمى ميلان. كما أنه يعرف كيف يرفع صوته، و يملي إيقاع خط الدفاع، و يوجه الزملاء عند تنظيم الجدار الدفاعي في الركلات الحرة—بل يصل أحيانًا إلى منتصف الملعب لإعطاء التعليمات.
أي نسخة من مينيون يجب أن يأخذها ميلان بعين الاعتبار في مفاوضات التجديد؟
عقد الحارس مع النادي ينتهي في صيف 2026، و يجب اتخاذ قرار عاجل. كانت المفاوضات قد وصلت إلى مراحلها الأخيرة منذ أسابيع، وشملت تمديد العقد لمدة عامين إضافيين مع زيادة على راتبه الحالي البالغ 3.5 مليون يورو بالإضافة إلى المكافآت. لكن بسبب تراجع مستواه، يُعاد النظر في هذا الاتفاق الآن، إذ لم تعد عروضه تبرر هذا الإنفاق، وفقًا لما نقلته 'لا غازيتا ديلو سبورت'.
من ناحية أخرى، يمكن لميلان تحقيق ربح من بيع مينيون. فقد تم التعاقد معه مقابل 13 مليون يورو في صيف 2021، قادمًا من ليل بطل الدوري الفرنسي ليكون خليفة دوناروما، الذي كان حينها ما يزال في الفريق و مترددًا بشأن تجديد عقده، قبل أن يغادر مجانًا دون أن يترك فراغًا. لكن مينيون عوّض هذا الفراغ و أكثر. اليوم، تضاعفت قيمته تقريبًا: و هو يقترب من الثلاثين، و لن يغادر بأقل من 35 مليون يورو.
المرحلة الأخيرة من الموسم ستكون حاسمة، و سيكون الملعب هو الحكم. إذا أراد مينيان البقاء في ميلان، فعليه أن يقدم دليلًا جديدًا على جدارته بالثقة—فتأهل ميلان الأوروبي يعتمد على تصدياته. و إلا، فسيكون الوقت قد حان لكتابة فصل جديد.
