قبل عام، من خلال الاستسلام للنيرازوري في إياب الديربي، قدّم ميلان السكوديتو لإنتر على أرضية ملعب سان سيرو. و عند استئناف المنافسات، في محاولة لإيقاف نابولي خارج الديار، أطلق الروسونيري بشكل غير مباشر إنزاغي نحو لقبه الثاني على التوالي في الدوري. إنه ربيع بارد في الجزء الميلانيستا من المدينة، و الذي قد يشتعل فجأة إذا تمكن ميلان بقيادة كونسيساو من الصعود في جدول الترتيب خلال الأمتار الأخيرة من الموسم.

أكثر من مجرد تقديم خدمة لإنتر، فإن الفريق سيقدم خدمة لنفسه وللنادي، الذي يحتاج بشدة للعودة إلى الواجهة الأوروبية. فرصة تحقيق إنجاز في دوري أبطال أوروبا تمر عبر ملعب دييغو مارادونا، حيث صنع لياو و جيرو انتصارًا استثنائيًا في ربع نهائي نسخة 2022-23. تم استبدال أوليفييه بموراتا، ثم مجددًا بخيمينيز، بينما يبقى رافا الموهبة التي يجب التمسك بها في محاولة الصعود في الترتيب.
البيئة المحيطة:
الفرق التي يجب تجاوزها خمس، و الفارق عن المركز الرابع هو ست نقاط: قفزة ثلاثية مزدوجة. لكن ميلان معتاد على المغامرات الصعبة (الفوز على إنتر في ذهاب الديربي، الانتصار على ريال مدريد في عقر داره، رفع كأس السوبر الإيطالي، ثم السقوط أمام دينامو زغرب و فاينورد)، و العديد من لاعبيه يعلنون رفضهم للاستسلام علنًا. أكثر من أي شخص آخر، مدربه سيرجيو كونسيساو يرفض ذلك. المدرب البرتغالي يُعدّ المباريات بنفس الدقة منذ البداية، رغم شعوره بجو من الشكوك حوله منذ وصوله: "بعد الفوز بكأس السوبر ضد إنتر، تعادلنا مع كالياري بسبب خطأ فردي، كما يحدث أحيانًا. و منذ ذلك الحين، يُطرح اسم مدرب جديد كل يوم في وسائل الإعلام."
في هذا المناخ يحاول كونسيساو الصعود نحو القمة: و حتى لو تمكن من الوصول إلى المراكز الأربعة الأولى، فهو يدرك أنه على الأرجح سيسلم الشعلة لمدرب جديد. و مع ذلك، لا شيء يشتته عن الهدف: سيرجيو يدرس و يعمل على أرض الملعب بكثافة وتصميم كبيرين، رغم أنه يمر بوضع غير مألوف لم يواجهه من قبل في مسيرته.
سيرجيو كونسيساو يسعى للفوز.
اليوم، يشعر المدرب بخيبة أمل بسبب الأجواء المشحونة في سان سيرو، لكنه يؤمن بأن توفر أسابيع كاملة من التدريبات قد يساعده في تجهيز الفريق بشكل أفضل: "عندما وصلت، لعبنا تسع مباريات في ثلاثين يومًا مباشرة. لم يكن لدينا وقت للتدريب، وهو أمر بالغ الصعوبة، ويعني أنني لم أتمكن من ترك بصمتي على الفريق." عبّر المدرب عن استيائه أمس خلال مؤتمر كويمبرا لكرة القدم 2025.
"هدفي هو الفوز بدوري أبطال أوروبا، ولهذا اخترت النادي الذي أدربه حاليًا. كنت على دراية بالصعوبات التي سأواجهها، في سياق لم أختر فيه الفريق، ومع التزام بالفوز. لكن ميلان يبقى ناديًا تاريخيًا، يمكنه منحي الفرصة للاقتراب من أحد أهداف مسيرتي، بعد تحقيق الكثير في البرتغال."
الفوز هو الفعل الذي يجب ترجمته إلى المستقبل أيضًا: ميلان سيواجه كلًا من فيورنتينا، أتالانتا، روما، وبولونيا—وكلها فرق تتقدمه في الترتيب حاليًا. ولكن قبل كل شيء، هناك الحاضر: دون تحقيق النجاح في نابولي، سيكون من الصعب التخطيط للمستقبل.
المصدر: لا غازيتا ديلو سبورت
