ساندرو تونالي، لاعب وسط نيوكاسل و منتخب إيطاليا، أجرى مقابلة مع 'كروناكي دي سبولياتويو'. إليكم مقتطفًا من النسخة الكاملة التي ستصدر خلال الساعات القادمة. و تحدث لاعب الوسط كثيرًا عن ميلان، و عن سنواته مع الروسونيري، و عن رحيله.
حول الإيقاف:
"أعلم أنني ارتكبت خطأ، أعلم أنني دفعت ثمنه، و أعلم أنني عملت لأصبح إنسانًا أفضل. و لكن في البداية، في أول 5-6 أشهر، عندما لم أكن قد استوعبت خطئي بعد، كان عقلي يخبرني: ‘ساندرو، أنت لم تخطئ’. و هذا هو الخطر. إذا لم تمر بنفس الطريق، إذا لم تخسر شيئًا، فمن الصعب أن تفهم الخطأ. لو فقدت غدًا عملي و عائلتي، كنت سأدرك على الفور أنني ارتكبت خطأ. كان سينطلق تلقائيًا تأمل داخلي. في حالتي، كان الأمر مختلفًا بعض الشيء: لم يأخذ أحد راتبي، فقط تم إيقاف عملي. كيف يمكنك أن تقول: ‘نعم، لمدة عام، سأذهب إلى الطبيب النفسي أربع مرات في الأسبوع رغم أنه ليس إجباريًا، بدلًا من البقاء في المنزل؟’"

عن العودة إلى الملعب:
"عندما عدت، لعبت أول 3-4 مباريات بشغف، بطاقة، و أدرينالين. بلغت ذروة كبيرة، ثم في المباريات التالية، بدأت أشعر بالتعب. في مرحلة ما، أصبح الناس يتوقعون هذا النوع من الأداء، و عندما تراجعت، تساءلوا في إنجلترا: ‘أوه، ماذا حدث؟’ في الحقيقة، هذا أمر طبيعي. وجدنا طريقًا، و تمكّنا من التعامل معه. بين أغسطس و نوفمبر، لعبت 2-3 مباريات كأساسي، لكنني حصلت على الكثير من الدقائق لأني كنت أدخل بديلاً لمدة 45 دقيقة أو نصف ساعة. لم ألعب أبدًا دقيقة واحدة فقط، لأنه لم يكن ليكون ذا فائدة."
عن الرحلة النفسية:
"عملت لمدة عام مع الطبيب النفسي، كنت ألتقي به 4 مرات في الأسبوع. عندما بدأت، لم يكن الأمر سهلاً: لم أتمكن من تناول أدوية بسبب قواعد مكافحة المنشطات. من الصعب أن تجعل شخصًا يفهم خطأه عندما لا يملك أساسًا لذلك، لأنه يملك كل شيء بالفعل. في أول شهرين، كنت أتدرب و لكن لم أر الهدف النهائي: لم يكن لدي دافع. عندما لا يكون عليك التنافس مع أحد، عندما لا يكون عليك التدريب بشكل أفضل من زميلك لتلعب، فلا يوجد دافع. وجدت نفسي، في الشهر الثاني أو الثالث، في وضع بلا دافع. في الصباح، كنت أذهب إلى الملعب و أسأل نفسي: لماذا؟ عملت مع الطبيب النفسي لمدة أسبوعين فقط على استعادة تلك الدوافع، لأنني في بعض الأحيان لم أكن أرغب في الذهاب من الأساس."
عن البعد عن إيطاليا:
"كنت محظوظًا بوجودي في إنجلترا. عشت 7 أشهر دون هاتف، دون جهاز لوحي. كنت أشاهد التلفاز فقط للمباريات و الأفلام. لم أتابع الأخبار، لم تصلني أي تحديثات. أعتقد أنه في تلك الفترة لم تكن الأخبار تقول: ‘ساندرو تونالي أخطأ’ فقط. عدم مشاهدة وسائل التواصل الاجتماعي و التلفاز أراحني كثيرًا. لا فكرة لدي عما حدث خلال تلك الأشهر، و لا يهمني، و هذا هو الجميل. أعلم أنني ارتكبت خطأ، أعلم أنني دفعت ثمنه، و عملت لأكون إنسانًا أفضل، لكن لم يكن يهمني تحديث وسائل التواصل للبحث عن اسمي. العيش دون هاتف كان صعبًا قليلًا، خاصة في التواصل مع عائلتي. كانوا يتواصلون مع صديقتي، و كان يجب أن تكون بجانبي. ثم أقود إلى التدريب دون هاتف، و لم يكن ذلك يزعجني. كان جدول تدريبي على هاتف صديقتي. بعد عدة أشهر، عندما فهمت أن استخدامه لم يعد خطرًا، استعدته."
عن اهتمام يوفنتوس به قبل انضمامه إلى ميلان:
"كنا في سردينيا، أنا، سيستانا و توريغروسا، مجموعة بريشيا. في مطعم، التقينا بـ دي ليخت. كانت السنة التي لعبنا فيها ضدهم في السيريا آ، سنة كوفيد. تحدث بإيجابية عن يوفنتوس، و نصحني كلاعب أن أضعها في اعتباري. كنت وقتها أتفاوض مع ميلان. تحدثنا بعد إحدى المباريات. أحيانًا، لبضع ثوانٍ، تجد نفسك تتحدث مع خصم حتى لو لم تكن تعرفه، بدافع الاحترام. بعضهم تتذكره، و عندما تراه مجددًا، تقول: ‘رأيت هذا الرجل من قبل’. كانت تلك فترة كنت فيها على صفحات الصحف لأن العودة إلى السيريا بي مع بريشيا كانت مستبعدة. ميلان، إنتر و يوفي كانوا جميعًا في الصورة طوال الصيف. لذلك، كان الجميع يقول لي: ‘تعال إلى إنتر، تعال إلى ميلان، تعال إلى يوفي’."
عن انضمامه إلى ميلان، قال تونالي:
"بكل صراحة، عندما اشتراني ميلان، كنت قد خرجت من آخر موسم مع بريشيا، حيث كنت أتقاضى 200 ألف يورو. قضيت صيفًا لا أعلم مع من سأوقع، و حتى آخر خمسة أيام، لم أكن أعلم أي فريق سينضم إلي."
عن صعوبة التأقلم:
"و في النهاية، وجدت نفسي في ميلان، الفريق الذي كنت أشجعه منذ طفولتي، بعقد يبلغ حوالي مليونين و نصف يورو. قلت لنفسي: ‘حسنًا، لقد وصلت، أنا هنا، هذا كل شيء. ماذا أفعل الآن؟ ما الذي تبقى؟’ ثم بالنسبة لي، آتٍ من مدينة، و من عائلة ليست غنية، قلت: ‘حسنًا، هذا كل شيء، الآن أستمتع، لن أفكر في شيء آخر’. فكنت شابًا في العشرين من عمري، في ميلان، مع صديقتي، أحقق دخلًا كبيرًا، ألعب في فريقي المفضل، و لم يعد لدي أهداف في الحياة. و واجهت صعوبات لأن هذه الأفكار و التأملات خارج الملعب انعكست على أدائي داخله."
عن صعوبات السنة الأولى في الملعب، قال تونالي:
"لكن الناس لم يكونوا يتوقعون مني نفس الأشياء كما في بريشيا. بدأت بشكل طبيعي في المباريات الأولى، لا شيء مميز. ثم مررت بمرحلة وسطى، كانت الأصعب، مع العديد من المباريات، و هو ما لم أكن معتادًا عليه. كنا نلعب مرة واحدة في الأسبوع في بريشيا، و وجدت نفسي ألعب تصفيات الدوري الأوروبي، الدوري الأوروبي، كأس إيطاليا، و الدوري. كنت مرهقًا جدًا، لذلك واجهت صعوبة كبيرة. أحيانًا، في ذلك الموسم، كنت أفضل عدم اللعب، و هذا يخبرك في أي وضع كنت فيه. أما اليوم، إن لم ألعب مباراة، تعرف صديقتي أن الأمر كارثي!"
عن الوعي بين الموسم الأول و الثاني في ميلان، قال تونالي:
"في نهاية الموسم، تأهلنا إلى دوري الأبطال، و قلت: ‘هذا هو، الآن يجب أن ألعب’، لأنني لعبت 37 مباراة، و لكن لم تكن هناك مباراة واحدة يمكن أن يقول أحدهم عنها: ‘واو، يا لها من مباراة قدمها تونالي!’ و من السنة الثانية، تغير كل شيء قليلاً. ذهبت في إجازة، و كانت مميزة لأنني لم أكن أعلم بعد ما إذا كان ميلان سيشتري عقدي أم لا. بقيت في بريشيا، عند البحيرة، أقضي كل يوم أراقب هاتفي لمدة 20 يومًا، كانت هناك أجواء ثقيلة."
عن الموسم الثاني في ميلان:
"لم أكن أريد مغادرة ميلان. و كان ذلك يثقل كاهلي كثيرًا. اتصلوا بنا و قالوا: ‘حسنًا، ولكن علينا أن نُضحي، علينا أن نتحدث’. أعتقد أنني تجاوزت اللحظة الصعبة في أول مباراتين من الموسم الثاني، اللتين كانتا حاسمتين نوعًا ما. كان الأمر كالتالي: إما أنك تغيّرت، أو نُعيدك لما كنت عليه من قبل."
