لن يجد غالياني بعد اليوم يغني له "بعض الحب لا ينتهي، بل يأخذ منعطفات هائلة ثم يعود"، لكن كارلو أنشيلوتي سيستعيد بالتأكيد قطعة مهمة من قلبه. في ميلان، كما في روما...
اقتراح؟ فرضية؟ مسار حقيقي ممكن؟ أم أنه جميل فقط في الخيال؟ نحن هنا في عالم الأسئلة التي تساوي مئات الملايين، لكن الفكرة مشروعة: الآن بعد أن خفت بريق النجوم في سماء مدريد — و طُلب منه المغادرة عمليًا من قبل جماهير الفريق الأبيض، في تأكيد حزين أن الامتنان و كرة القدم غالبًا ما يعيشان في كوكبين مختلفين — لماذا لا نفكر أيضًا في العودة إلى حيث خفق ذلك القلب بقوة؟ سؤال يمكن ببساطة قلبه، بل و في الواقع يبدو أكثر واقعية: ميلان و روما، لماذا لا تفكران في الصديق القديم؟ من يدري، ربما لهذا السبب لم يكشف ميلانييلو و 'لا تريغوريا' أوراقهما حتى الآن بشأن مدرب الموسم المقبل.

أنشيلوتي في مدريد يعيش نهاية دورة، رغم أن عقده ينتهي العام المقبل. الإقصاء من دوري الأبطال، بطريقة فظة لا تتماشى مع ذوق مدريد الرفيع، فجّر وضعًا كان هشًا أصلًا. الإسبان يريدون الانفصال، و هو كذلك، و المسألة مسألة اختيار أنسب طريقة لفعل ذلك: يرحل مدرب، في ستة مواسم فقط، أضاف 15 لقبًا لخزائن فلورنتينو بيريز، منها ثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا، إحداها كانت "العاشرة" المنتظرة. باختصار، الرحيل يجب أن يكون بأسلوب.
و ماذا بعد؟
هنا ينفتح عالم كامل. هناك مسار، ليس جديدًا، يقود إلى البرازيل. المنتخب البرازيلي يطارده منذ مدة، و كأس العالم لم تعد بعيدة. المقعد فاخر، و أنشيلوتي ليس المرشح الوحيد: هناك أيضًا البرتغاليان جورجي جيسوس و أبيل فيريرا. في الواقع، لم يغلق كارليتو الباب حتى أمام السيناريو الأكثر تطرفًا: التوقف هنا، بعد ثلاثين سنة على مقاعد البدلاء مليئة بالألقاب. رقم مذهل.
أو هناك ذاك المسار الثالث الذي قد يعيده إلى إيطاليا، حيث بدأت الحكاية...
سيناريوهات أنشيلوتي... روما و ميلان في السباق؟
روما، حيث صنع اسمه. أو ميلان، حيث عرف الكثير من النجاحات. في المجمل، مغامرته مع روما كلاعب تصل إلى نحو 387 مباراة خلال ثمانية أعوام في العاصمة (227 مباراة) و خمسة في ميلان (160). نجاحات في كل مكان، مع ألقاب محورية مثل سكوديتو 1983 مع روما، و كأسي أوروبا و كأسي إنتركونتيننتال مع ميلان، صعود إلى قمة العالم كما تنبأ به برلسكوني قبل أعوام للاعبيه المندهشين. و في ميلان، كمدرب، أعاد كتابة القصة: مجددًا في القمة محليًا و أوروبيًا و عالميًا.
لكن كارلو أنشيلوتي ليس مجرد مدرب خزائنه لا تنتهي. إنه مدرب محبوب من فرقه و مدرائه، رجل متزن علنًا، و مدير يدخل عقول لاعبيه في الملعب. مدرب قادر على خلق عوالم إيجابية مصغرة، تبحث عنها ميلان و روما بشغف لتأسيس مشروع واضح وطموح بحق. لأن، بكل وضوح، في كلا المدينتين سيستقبلونه كالمخلّص — لكنها ستكون رعشة رياضية تخترق جميع مستويات الناديين.
أنوار و ظلال
طبعًا، هناك الكثير من كلمة "لكن". أنشيلوتي يتقاضى نحو 10 ملايين يورو صافية سنويًا مع ريال مدريد، مثلًا. و بالمقارنة مع ريال أو البرازيل، ستكون ميلان و روما وجهة أدنى رياضيًا. القلب سيكون هو المنتصر، الخيار الرومانسي، تمامًا كما سيكون هو قلب المشروع. المؤكد أن "RedBird" و"Friedkin" سيغيران المدربين. كونسيساو سينهي مهمته مبكرًا في يونيو، و رانييري سيصبح مستشارًا للملّاك. المقاعد ستكون شاغرة (و بتاريخ مضطرب مؤخرًا، بالنظر إلى إقالات منتصف الموسم مثل باولو فونسيكا وإيفان يوريتش).
في ميلان، لن يجد دوري الأبطال، لكن سيجد بيئة تعود تدريجيًا إلى الهوية الإيطالية. و في روما، طموحات متجددة، و إن كانت مثقلة بقيود اللعب المالي النظيف. أنوار و ظلال في كلا المكانين. لكنهما بالتأكيد ليسا مكانين عاديين.
قال في الماضي: "سأعود إلى روما، أنا مدين لها، لقد جعلتني أستمتع." و أيضًا: "ميلان شكّل حياتي، إنه فريق قلبي". لأنه في النهاية، كل شيء يعود دائمًا إلى هناك.
المصدر: لا غازيتا ديلو سبورت
