أكثر من مجرد مباراة تؤثر على الترتيب، إنها اختبار تمهيدي لأهم موعد في ختام هذا الموسم...
غدًا، سيستضيف ميلان فريق أتالانتا في مواجهة غير مسبوقة في يوم عيد الفصح، لكن في تقويم ميلانيلو، التاريخ المعلَّم بالأحمر و المُحاط بدائرة هو 23 أبريل، موعد مباراة الإياب في نصف نهائي كأس إيطاليا ضد إنتر. إنها ليست مباراة ديربي فقط، بل أيضًا الطريق الأقل تعقيدًا نحو أوروبا.
في الدوري، تعقّدت الأمور بالنسبة لميلان إلى حد أن الفريق أصبح مضطرًا الآن إلى الأمل في عودة كبيرة خلال الأمتار الأخيرة. المركز الرابع، الذي يمنح التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، و الذي كان الهدف الأدنى للنادي، يبتعد بفارق 8 نقاط: كثير جدًا، و ربما أكثر من اللازم مع تبقي ست جولات. و حتى التأهل إلى الدوري الأوروبي أو دوري المؤتمر غير مضمون حاليًا. لازيو في المركز السادس يسبق ميلان بخمس نقاط، و روما في السابع بثلاث. في كأس إيطاليا، بالمقابل، يحتاج الفريق إلى انتصارين فقط: في نصف النهائي ثم النهائي يوم 14 مايو.

ميلان، لا خوف...
يبدو الأمر بسيطًا عند قوله هكذا. لكن تجاوز الإنتر، متصدر الدوري و مُتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، يبدو و كأنه إنجاز بحد ذاته، على الورق على الأقل. رغم ذلك، فإن سجل الديربي هذا الموسم يميل لصالح الروسونيري. و هو أمر متناقض، بالنظر إلى مسيرة الفريقين هذا الموسم. مع فونسيكا على الدكة، كسر ميلان في سبتمبر سلسلة من ست هزائم متتالية في الديربي، بفوزه 2-1 على النيرازوري في أول لقاء بالدوري؛ و منذ قدوم كونسيساو، حقق الفريق فوزًا و تعادلين في مواجهات النيرازوري — لكن الفوز في الرياض جلب أول لقب في عهد ريدبيرد، و هو كأس السوبر الإيطالي.
لا للمداورة...
واجه ميلان الإنتر دائمًا بدفاع من أربعة لاعبين، و وجد حينها المفتاح التكتيكي لإرباك خطط إنزاغي. لكن في أوديني، جرّب كونسيساو بنجاح طريقة 3-4-3، و سيدفع بها مجددًا كتشكيلة موحدة ضد أتالانتا في عيد الفصح، معتمدًا على نفس اللاعبين وتخليًا عن مبدأ المداورة لإراحة "التشكيلة الأساسية". و كأنه اختبار فعلي لما قبل ديربي الأربعاء. و إذا تم تأكيد الانطباعات الممتازة من المباراة ضد أتالانتا، فسيكون من الصعب على المدرب البرتغالي العودة إلى خطة رباعي الدفاع، بحسب "لا غازيتا ديلو سبورت".
تامي أبراهام يتجهّز...
أمام أودينيزي، اعتمد كونسيساو للمرة الأولى على لوكا يوفيتش كأساسي. الصربي في حالة جيدة، لكن مع اقتراب الديربي، يبقى السلاح السري هو تامي أبراهام. الإنجليزي هو من سجّل هدف الفوز 3-2 في نهائي السوبر في السعودية — بتمريرة رائعة من لياو — ثم أحرز هدف الروسونيري الوحيد في التعادل 1-1 في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا. هل تشير تلك اللمحتين إلى شيء؟ لننتظر الثالثة لنمنحه لقب "قاتل الإنتر".
المفارقة...
هناك دافع إضافي لوقف زحف الإنتر: محاولة "إفساد" موسم الفريق المثالي. على وسائل التواصل الاجتماعي و في المقاهي، تدور منذ أيام كلمة "الثلاثية": حلم لجماهير النيرازوري الذين عاشوه في 2010، و كابوس لجماهير الروسونيري. الإنتر ينافس على كل الجبهات و قد يحقق موسمًا تاريخيًا، لكن خسارة أمام ميلان ستكون كفيلة بـ"ناقص واحد" كلاسيكية.
و في سيناريو أحلام مشجعي الروسونيري، هناك التقلب التالي: يفوز ميلان بكأس إيطاليا يوم 14 مايو، يتجاوز نابولي الإنتر في الدوري، ويخرج الإنتر من دوري الأبطال بين نصف النهائي و النهائي. لقبان في كازا ميلان، و صفر على الجهة الأخرى من نهر نافيليو. سيكون ذلك فعلًا مشهدًا ساخرًا بعد كل ما رأيناه في الأشهر الأخيرة. "إنه كابوسي"، هكذا اعترف حتى ماركو ماتيرازي.
