سانتياغو خيمينيز، مهاجم ميلان الذي وصل من فينورد خلال شهر يناير في صفقة استثمارية كبيرة، هو نجم غلاف عدد مايو 2025 من مجلة "سبورتس إيلوستريتد" النسخة المكسيكية. و للاحتفال بالشراكة مع علامة تجارية مكسيكية شهيرة للهواتف، استضاف اللاعب صاحب القميص رقم 7 في ميلان الصحفي تلاتواني كاريرا ليومٍ في مدينة ميلانو، بين فندقه و مقر "كازا ميلان"، حيث أُجري معه حوار تناول مواضيع مثل دقته في التدريبات، إيمانه، و بداية رحلته مع قميص الروسونيري.
و في انتقاله من هولندا إلى إيطاليا، يشارك خيمينيز عادته في التوجه إلى مركز التدريب قبل الإفطار للتدرب، و التي تطورت بمرور الوقت إلى "نادي الإفطار" الحقيقي مع بعض زملائه في الفريق. و يقول:
"في فاينورد، عندما بدأنا نادي الإفطار، كنا لاعبين أو ثلاثة فقط، و في النهاية، عندما غادرت، كان تقريبًا الفريق بأكمله يأتي للتدريب قبل الإفطار. أما في ميلانييلو، فأنا وحدي الآن، لكن شيئًا فشيئًا سأجلب لاعبين آخرين."

و ليس الأمر مجرد التزام بالعمل، بل أيضًا نظام و انضباط كبير... يقول خيمينيز:
"لا أستطيع أن أقول إنني وُلدت هكذا أو تربيت هكذا، لكن ببساطة أحب أن أكون منظمًا. لا أفعل ذلك لسبب محدد، هكذا أعمل و أفهم نفسي بشكل أفضل. عندما كنت في العاشرة من عمري، علقت بطاقة على جدار غرفتي و بدأت أرسم عليها خطًا لتتبع طريقي. كل شيء تطور عندما حصلت على أول هاتف محمول لي وأنا شاب. قلت حينها: ‘هذا الهاتف يجب أن يساعدني على الاقتراب من هدفي، لا أن يبعدني عنه.’"
هاتان الصفتان معًا تعنيان أن 'بيبوتي' شديد الانتباه لأدائه و لفهم كيفية تحسينه. و قد شرح كيف يستخدم تطبيقات الهاتف للعمل على نفسه:
"كثيرًا ما نصل إلى التدريب ونقوم بكل شيء تلقائيًا. و أنا لا أحب ذلك. أحب أن آتي إلى التدريب و أنا مركز وواعٍ لما يجب أن أعمل عليه. أستخدم كثيرًا تطبيق الملاحظات لتحليل الفيديوهات و للأداء. بعد كل مباراة، أكتب ما قمت به بشكل جيد، وما لم أقم به بشكل جيد، و أعطي نفسي تقييمًا."
و يتابع خيمينيز:
"لدي محلل فيديو. أنا ألعب، و في اليوم التالي، يبدأ هو في التحليل، و يخرج لي مقطع فيديو يلخص المباراة كلها في 15 دقيقة. و منه تخرج كل لقطاتي ويقول لي: ‘هنا قمت بعمل جيد، لكن كان يجب أن تحاول التسديد بقدمك اليمنى.’"
و بمساعدة هاتفه أيضًا، يكشف خيمينيز أنه يتتبع إدارة الأداء، التحضير، والتعافي. و للسيطرة بشكل خاص على العنصر الأول من هذه العناصر، يتابع جميع أهدافه — و لكن قبل كل شيء، إحصاءاته.
"تابعت دورة حول قراءة الإحصائيات، و أقوم بتنظيمها حسب النتائج. يمكنني أن أراجع أداء أي مباراة، و كل ثلاثة أشهر أُعد إحصائية شاملة عن عدد الالتحامات التي فزت بها، وتلك التي خسرتها، والمراوغات، والتسديدات. بهذه الطريقة أرى إذا كان المؤشر ينخفض، أو يرتفع، وما ينخفض أركز على تحسينه. عندما يكون الرسم البياني في انخفاض، فهذا أمر خطير. وعندما يكون هناك خطر، أعلم أن عليّ التركيز عليه. و أبقى بعد التدريب للعمل على التسديد."
و يتحدث خيمينيز عن زلاتان إبراهيموفيتش، أحد قدوته في الطفولة والذي ساعد في جلبه إلى ميلان، و يراه كل يوم. و يقول مهاجم الروسونيري:
"أحب كثيرًا شخصيته، و الثقة التي يمتلكها عندما يتحدث عن نفسه، وعندما يتحدث عمّا سيحدث. لا يخشى ما يقوله الآخرون، فقط يقول ما يشعر به، والأهم: ما يقوله، يفعله."
و من هنا، يتحدث عن علاقته بالإيمان و بالله، و هو جزء محوري من حياته و وجوده:
"أنا متدين جدًا. أحاول دائمًا الرجوع إلى الإنجيل. لدي هنا صليب، و على ظهري مكتوب ‘أشعل الروح’. هذه الآية تتحدث عن تلك الروح التي منحني إياها الله، و هي ليست للجبناء، صحيح؟ إنها لتكون شجاعًا. غذائي الأول هو غذاء روحي، و هو الأهم. هذا هو مفتاح كل شيء. كل صباح عندما أستيقظ، أركع على السرير و أصلي. أحيانًا لعشر دقائق؛ و أحيانًا لدقيقتين؛ و أحيانًا لعشرين."
و يتحدث خيمينيز عن كيف بدأت هذه العلاقة، متأثرًا:
"لم تكن لي علاقة سابقة مع الله، ولم تكن لدي ديانة، حتى حصل أمر ما، وقيل لي إن هناك احتمالًا بأني لن ألعب كرة القدم مجددًا. تحدثت مع والدي وقلت له: ‘لماذا أنا؟’ فقال لي: ‘لا أملك الجواب، لكن هناك واحد فقط يملكه، و هو الله.’ في تلك اللحظة قال لي: ‘كن مؤمنًا.’ و قد بقيت هذه الكلمة في ذهني، و في تلك الليلة تحديدًا دخلت لأستحم، وأطفأت الأضواء وجلست في الحوض، وهناك شعرت بالاتصال مع الله. كانت لحظة صعبة. صليت لنصف ساعة. كنت مغمض العينين ورأيت كما لو أن كشافًا يضيء عليّ. فتحت عيني لأني خفت، ولم يكن هناك شيء. و هناك فهمت أنه كان معي. أعتقد أن رسالته كانت: ‘أنا بحاجة إليك هنا في كرة القدم.’"
و العلاقة مع الله لا تزال مستمرة حتى اليوم:
"كل ما أطلبه منه هو أن يُشعل روحي. فقط دعني أكون ذلك المقاتل الذي كنت عليه، ذلك الطفل الذي كان يستمتع من قبل. ببساطة، هذا هو الشغف الذي أكنّه لكرة القدم، دعه يوقظه بداخلي، لأنه عندما تفعل الأشياء بشغف، فإنها تُنجز بشكل جيد."
