في هذا الموسم الغريب و المضطرب لميلان، المليء بالكثير من اللحظات السيئة، والقليل من اللحظات الجيدة، وعدد من الحالات القريبة من أن تكون عصيّة على الفهم، يبدو أن عالم الروسونيري قد نسي إلى حدٍ ما لاعبًا خيّب كل التوقعات التي صاحبت قدومه إلى إيطاليا قبل ما يقارب العامين.
نتحدث هنا عن صامويل تشوكويزي، الجناح النيجيري المولود عام 1999. هذا الموسم، شارك في 33 مباراة في جميع المسابقات، لكن فقط 12 منها كأساسي، و سجّل 5 أهداف، و قدم تمريرة حاسمة واحدة فقط.

اللاعب السابق لفياريال، بعد موسم أول مخيّب للآمال إلى أقصى حد، بدا في الصيف كأحد الأسماء التي سيعيد فونسيكا إحياءها: المدرب السابق لليل استخدمه كثيرًا خلال فترة الإعداد، وردّ الجناح بطريقة إيجابية وواضحة. لكن الأمر لم يتطور بعد ذلك: سرعان ما أصبح تشوكويزي لاعبًا باهتًا، وبين الإصابات والأداءات المجهولة، عاد إلى مقاعد البدلاء.
و مع كونسيكاو، الأمور ساءت أكثر — باستثناء لمحة عشوائية ضد بارما في سان سيرو — فمنذ أن جلس المدرب السابق لبورتو على دكة الروسونيري، لم يجمع تشوكويزي سوى 111 دقيقة فقط في الدوري الإيطالي. وهذا قليل جدًا للاعب كلف النادي 20 مليون يورو (بالإضافة إلى المكافآت)، ويتقاضى راتبًا صافيًا قدره 4 ملايين يورو سنويًا، و جاء إلى ميلان بتوقعات مغايرة تمامًا.
ما الذي لا يسير بشكل صحيح مع تشوكويزي؟
أولًا، الحقيقة أن أسلوب اللعب في إيطاليا مختلف تمامًا عن ذاك في إسبانيا: ففي الليغا، كان الجناح يجد مساحات لا وجود لها في الدوري الإيطالي، و يجب عليه الآن إيجادها بالذكاء و عدم التوقّع. و هنا نصل إلى النقطة الأكثر إيلامًا: اللاعب رقم 21 أحادي القدم و أحادي الأبعاد، و يمكن قراءته بسهولة من قبل الجميع في كل المواقف. أو على الأقل، يكون كذلك عندما يُطلب منه أن يكون لاعبًا أقل مشاركة في اللعب الجماعي، و أقل ميلاً للعب بين الخطوط المركزية، ما "يحصره" في محاولات التفوق الفردي على الأطراف، في مواجهات واحد ضد واحد أو حتى اثنين ضد واحد. سامو يعاني كثيرًا في المساحات الواسعة، بينما يكون أكثر تأثيرًا بقليل في المساحات الضيقة. لكن بعيدًا عن سوء التفاهم التكتيكي أو الفني، فإن مساهمات النيجيري كانت أقل بكثير من المستوى المطلوب، سواء بوجود أعذار أو دونها. وضعية تفرض الآن بعض التأمل مع اقتراب سوق الانتقالات.
فماذا عن مستقبل تشوكويزي؟
في نهاية الموسم، ستكون قيمة الاهلاك في دفتر حسابات النادي أقل بقليل من 13 مليون يورو: و هو الحد الأدنى الذي يجب على ميلان الحصول عليه عند بيعه في المركاتو القادم لتجنّب خسارة مالية. و يبدو الأمر محتوماً أن الطرفين سيفترقان لأنه من المرشح أن النيجيري يبحث عن اللعب أكثر. سنتان تكفيان للحكم على لاعب، خاصة عندما لم يعد شابًا. و من الواضح أن تجربة تشوكويزي في ميلان كانت خيبة أمل مريرة، حسب ما وصفه الموقع الإيطالي ميلان نيوز.
