ليس فقط أسلوب الحياة في ميلانو أو سحر سان سيرو (الذي يمكن أن يصبح مُرهقًا أحيانًا...)، بل هو مسألة تتعلق بالانتقام الرياضي: بعد موسم في الدوري و دوري الأبطال دون التطلعات، لا توجد طوابير عند باب الخروج.
بل على العكس، هناك زحمة في ميلانيلو: رغم الإغراءات الخارجية، كان رايندرز أول من اختار البقاء. سيتبعه بوليسيك. ثيو جاهز للوقوف في الصف، تمامًا كما لياو الذي لا يفوّت فرصة ليؤكد أنه "روسونيرو" القلب، وصولًا إلى مينيون، الذي يفكر في عرض تجديد أقل سخاءً مما كان يمكن أن يكون عليه في وقت سابق.

الإحساس بالانتماء
أفضل اللاعبين بإمكانهم العثور على أضواء دولية في أماكن أخرى، و هي أضواء لا يزال ميلان يحاول استعادتها: الأمر صعب من خلال الدوري، و تبقى المواجهة المباشرة مع بولونيا هي الحاسمة في تحديد مصير التأهل إلى أوروبا عبر كأس إيطاليا. على الرغم من الصعوبات، و الانتقادات، و صفارات الاستهجان، أو ربما بسبب ذلك تحديدًا، نما داخل المجموعة إحساس أقوى بالانتماء للروسونيري. بعيدًا عن ميلان، كان يمكن لرايندرز أن يحصل على عقود أكثر سخاءً مع فرق جاهزة للمنافسة على الألقاب، لكنه اختار تمديد عقده مع ميلان حتى عام 2030.
الأمر ذاته ينطبق على بوليسيك: التجديد جاهز حتى يونيو 2029، مع راتب سيزداد من 4 إلى 5 ملايين يورو سنويًا. المفاوضات بشأن التوقيع قللت من حماسة الأندية الأخرى المهتمة: "كابتن أمريكا" ينوي البقاء حيث هو.
قضية ثيو مختلفة: الابتعاد عن سان سيرو كان يعني ربحًا ماديًا أكبر، و لكن بطموحات رياضية أقل. الشتاء الماضي، عرض عليه نادي كومو راتبًا قدره 8 ملايين سنويًا لجلبه إلى ضفاف البحيرة. الرد كان حازمًا: لا، و لا توجد عروض رياضية كبيرة أخرى على الطاولة. بعد موسم مخيب (المنحنى بدأ للتو في الصعود من جديد)، يبدو أن ثيو أصبح واعيًا بالوضع: ميلان لن يقدم له نفس الأرقام، بل تلقى بالفعل عرضًا أقل من الحالي. عقد أطول من الحالي الذي ينتهي في 2026، و لكن بأرقام أقل من راتبه الحالي.
راتب هيرنانديز يبلغ 4.5 مليون يورو سنويًا: بالنسبة لأدائه هذا الموسم، يُعد رقمًا كبيرًا بعض الشيء. و لهذا، يرغب النادي في الإبقاء على ظهيره الأيسر، و لكن مع تعديل في شروط العقد. وبدلًا من البحث عن نادٍ آخر، يبدو أن ثيو مستعد للقبول.
تجديد عقد مينيون مع ميلان...
الوضع يشبه حالة مينيون، و إن كانت أقل حدة: حتى "ماجيك مايك" خفف من أرقامه المبهرة، بعد موسم باهت إلى حد ما. ميلان يرغب في الإبقاء عليه، لكن براتب يعكس مستواه مؤخرًا: اليوم يتقاضى 3.5 مليون يورو، و للاستمرار، سيحتاج "للاكتفاء" بـ 4.5 مليون بالإضافة إلى المكافآت. أرقام تصاعدية، لكنها أقل بكثير مما كان يُطلب قبل أشهر، حينما كان مينيون يصنع المعجزات و كان يطلب راتبًا على مستوى لياو مقابل تجديد عقده الذي ينتهي في 2026. ترجمة هذا اقتصاديًا: حوالي 7 ملايين يورو. اليوم، مينيون أيضًا ينتمي إلى مجموعة "قدماء الروسونيري" الباحثين عن الانتقام الرياضي. و لهذا، قد يقرر قريبًا الجلوس إلى طاولة المفاوضات و الاتفاق على التجديد.
من رافاييل لياو إلى فيكايو توموري...
الأمر بالنسبة للياو لا يتعلق بالعقود، بل بالفرص: بعد موسم غير مستقر، من سيأتي للتوقيع مع رافا؟ خاصة وأن الشرط الجزائي يُعد رادعًا: 175 مليون يورو. في يناير، ظهرت إشاعات من السعودية، لكن النادي سارع لإسكاتها. هل سيحاولون مجددًا؟ من المحتمل، و إن حصل، سيكون لياو هو من يرفض العرض. لياو لا يتوقف عن إعلان حبه للروسونيري، لكن الجماهير تود لو يعكس ذلك على أرض الملعب أيضًا... و رغبته الأولى تبقى في إضافة ألقاب جديدة لسجله مع ميلان. كأس إيطاليا لا تكفيه.
حارس مرمى، ظهير، لاعب وسط، وأجنحة. من أجل قاعدة صلبة، ما ينقص هو رأس حربة (و ميلان يمتلك واحدًا: سانتياغو خيمينيز) و قلب دفاع. الخطة بثلاثة في الخلف أعادت توموري إلى مستواه العالي، هو الذي في يناير، و رغم عدم ضمانه للمشاركة أساسيًا، رفض عروض يوفنتوس و توتنهام من أجل البقاء مع ميلان. و في ختام هذا الموسم، يبحث عن تأكيدات جديدة، كما أشارت لا غازيتا ديلو سبورت في عددها الصادر صباح اليوم.
