في نفس الملعب الذي خسروا فيه نهائي كأس إيطاليا يوم الأربعاء، اختفت آمال ميلان نهائيًا في اللعب بأوروبا الموسم المقبل. الهزيمة أمام روما، التي ما زالت تنافس بقوة على المركز الرابع و التي أصبحت الآن في المركز الخامس متقدمة على لاتسيو، كانت بمثابة حجر القبر لموسم وصفه الرئيس التنفيذي فورياني بأنه "كارثي"، وسيُنهي هذا الموسم معاناته في المباراة الأخيرة على أرضه ضد مونزا.

الأهم في الترتيب هو مباراة روما المقبلة خارج الديار ضد تورينو.
لضمان التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، يجب على روما الفوز على تورينو بقيادة فانولي، مع الأمل في أن يفشل يوفنتوس في الانتصار في فينيسيا. رانيري، الذي بكى تأثرًا في بداية و نهاية المباراة نتيجة تحية جماهيره له، نجح في رفع معنويات الفريق سريعًا بعد الهزيمة المثيرة للجدل في بيرغامو.
فوز مانشيني و زملائه كان مستحقًا، رغم أن النتيجة النهائية 3-1 لا تعكس مدى صعوبة اللقاء، خاصة وأن الروسونيري، رغم أنهم لعبوا سبعين دقيقة بعشرة لاعبين بعد طرد خيمينيز، حاولوا القتال، قبل أن يُعاقبوا كالمعتاد بأخطاء فردية: توموري في الهدف الأول، و مينيون في الثاني.
المباراة كانت باختصار لقطة معبرة عن موسم ميلان، الذي يحتاج لإغلاق صفحة 2024–25 و بدء الموسم القادم على أسس جديدة (و بوجوه جديدة). ينبغي عليهم أن يستلهموا من روما ومن السير كلاوديو: المدرب المناسب في المكان المناسب يصنع الفارق.
ليلة سيئة لميلان...
في ليلة وصوله إلى المباراة رقم 500 كمدرب في الدوري، ساعد رانيري فريقه كثيرًا بحركات تكتيكية ذكية، وزاد من ارتباك ميلان. في غياب دوفبيك، تخلى المدرب المخضرم عن الخطة التي اعتمدها في بيرغامو (صانعَي ألعاب خلف مهاجم) و أعاد باريديس إلى مركز صانع اللعب. و انتقل سولي للجانب الأيمن لإيقاف سرعة خيمينيز، بينما لعب سايليمايكرز، لاعب ميلان السابق، إلى جانب شومورودوف للانطلاق على جهة بافلوفيتش.
كونسيساو، الذي افتقد ثيو هيرنانديز و ترك الثنائي لياو و فوفانا على الدكة بدايةً، لم يجد الوقت لاستيعاب التغييرات التكتيكية قبل أن يُفاجأ بتأخر فريقه بسبب هفوة من توموري.
من ركنية نفذها سوليه، ارتقى مانشيني و سجل برأسه دون أي ضغط من المدافع الإنجليزي، و في نفس المرمى الذي سجل فيه ندووي هدف الأربعاء في نهائي الكأس.
و ما لبث أن وجد فريق كونسيساو نفسه متأخرًا مرة أخرى، و لم تمضِ حتى منتصف الشوط الأول حتى طُرد خيمينيز، بعد أن ضرب مانشيني بكوعه على صدره بعيدًا عن الكرة، وتدخل حكم الفيديو و أوصى الحكم بيتشينيني بإشهار البطاقة الحمراء، حيث لم يرَ الخطأ في البداية.
هكذا، وجد الروسونيري أنفسهم في موقف صعب، متأخرين بهدف و بـ 10 لاعبين، لكن بشكل مفاجئ، بدأوا في اللعب الحقيقي.
فريق روما، الذي اعتقد أنه سيتحكم بإيقاع المباراة، لم يتوقع تحركات أليكس خيمينيز و جواو فيليكس، اللذَين ساهما في هدف التعادل بعد تمريرة رائعة من بوليسيك، استكملها فيليكس بلمسة بعد أن تصدى سفيلار لمحاولة اللاعب الإسباني. هدف التعادل 1-1 خفف من حماس جمهور الأولمبيكو، وقبل نهاية الشوط الأول، صنع ميلان بعض الفرص التي أثبتت أن الهدف لم يكن مجرد ضربة حظ.
هدف باريديس
بدأ الشوط الثاني بنفس الزخم الميلاني الذي أنهى به الشوط الأول. اقترب رايندرز من تسجيل هدف التقدم بتسديدة قوية، لكن مع مرور الوقت، بدأت آثار النقص العددي و إرهاق نهائي الكأس بالظهور.
تلقى ميلان هدفًا ثانيًا من ركلة حرة ذكية نفذها باريديس، باغت بها الحارس مينيون و الجدار الدفاعي السيء التمركز. حاول كونسيساو إشعال ردة الفعل بثلاثة تغييرات (إدخال فوفانا، لياو، و يوفيتش)، لكنها أسفرت عن تهديدات محدودة على المرمى.
في المقابل، سجل فريق روما هدفًا ثالثًا عبر تسديدة قوية من كريستانتي، لُتطلق أفراح رانيري، الذي حافظ على نسق أداء بطل منذ وصوله.
المدرب القادم لروما سيجد نفسه أمام تحدٍ كبير، خاصة إذا ضمن الفريق التأهل لدوري الأبطال في الجولة الأخيرة.
أما خليفة كونسيساو، فسيكون أمام مهمة أقل بريقًا و لكنها أكثر صعوبة، لأن ميلان يحتاج إلى إعادة بناء، ليس فقط على المستوى التكتيكي، بل الروحي أيضًا. مباراتا الأولمبيكو في أربعة أيام، و المركز التاسع في الترتيب، تؤكد ذلك بوضوح.
المصدر: لا غازيتا ديلو سبورت
