موسم غريب...
"جداً." يبتسم ألفارو موراتا. ثلاث بطولات—واحدة مع ميلان و اثنتان مع غالاتاسراي.
"و نأمل أن نحقق لقبًا آخر يوم الأحد—نهائي دوري الأمم الأوروبية—سيكون أمرًا رائعًا. الجيل الأسطوري فاز بكأس أوروبا–كأس العالم–كأس أوروبا. أما نحن فقد نحقق دوري الأمم–يورو–دوري الأمم. الأمر ليس نفسه تمامًا، لكنه لا يُستهان به أيضًا، خاصة لأن دوري الأمم تطور كثيرًا، و الفوز به أصبح صعبًا. في نصف النهائي نواجه فرنسا—قوة كروية عظمى"، قال لصحيفة لا غازيتا ديلو سبورت.

لنعد خطوة إلى الوراء و نحلل هذا الموسم الغريب...
"الكثير من الأمور حصلت، بعضها بسرعة كبيرة، و كان من الصعب علي التعامل معها، لكن في النهاية أنا سعيد."
موراتا، ماذا حدث؟ وصلت إلى ميلان كبطل أوروبا، مليئًا بالطاقة و الرغبة.
"نعم، و برأيي قدمنا أيضًا مباريات رائعة، و لم تكن الأمور سيئة كما بدت أو كما قيل. لكن بعد ذلك، حصلت أشياء في الداخل لم أعش مثلها من قبل في مسيرتي، و يفضل أن أحتفظ بها لنفسي. لم أعد أشعر بالراحة، و قبل أن أصبح مشكلة، رحلت."
لا يمكنك أن تخبرنا بالمزيد؟
"لا أستطيع القول. التغيرات المفاجئة ليست سهلة أبدًا. إذا بدأت الموسم بعقلية معينة، و فجأة يتغير كل شيء بشكل جذري، فقد تسير الأمور بشكل ممتاز أو لا تسير إطلاقًا. ربما المسار الجديد الذي تم اختياره منذ بداية الموسم كان يحتاج لبعض الوقت: لقد قرروا التغيير، و ليس هناك ما يُقال أكثر من ذلك. نعم، في الواقع هناك شيء واحد: ليس صحيحًا، كما قرأت، أنني ندمت على اختياري. أبدًا. كان شرفًا أن أرتدي قميصًا تاريخيًا مثل قميص ميلان."
أنت شخص ذو خبرة—هل أدركت فورًا أن الأمور لا تسير كما ينبغي؟
"نعم. خاصة من ناحية التواصل. أحاول أن أكون محترمًا مع الجميع، لكن هناك أمور لا أوافق عليها، و لتجنّب المشاكل، غادرت."
الآن هناك تاري و ماسيميليانو أليغري. أنت معار إلى غالاتاسراي حتى 31 ديسمبر. هل تحدثت معهما؟
"لا، أو على الأقل، ليس في مناصبهم الجديدة. لأنني أتحدث كثيرًا مع ماكس، بسبب العلاقة بيننا. رأيت تاري مرتين في عشاء مع أصدقاء، لكن لا شيء أكثر من ذلك. أنا سعيد من أجلهما و من أجل ميلان: إنهما مهنيان من الطراز الأول، و إن كان ميلان قد تعاقد معهما، فهذا يعني أنه يريد العودة للفوز و أن يكون ناديًا كبيرًا مجددًا—و أتمنى لهما كل التوفيق. أما بالنسبة لي، فلا أعلم شيئًا."
المنتخب الوطني كأنه واحة بالنسبة لك.
"بالتأكيد. نحن كعائلة، والأجواء مريحة جدًا لدرجة أننا أحيانًا نضطر إلى دفع أنفسنا قليلاً لأن الشعور و كأننا في عطلة."
لكن أين العطلة؟ 7 انتصارات من 7 في اليورو، والآن دوري الأمم من جديد...
"نعم، نعم، لكن الأجواء رائعة، فيها الكثير من الفرح، و التركيز يتزايد وقت المباريات. هذا الأساس يقربك من الفوز، لأنه يوجد اتحاد قوي بيننا، و عندما يحين وقت القتال، يصبح كل شيء أسهل."
عندما تقول هذا، أفكر في لامين يامال—حريته، جرأته، وموهبته الاستثنائية.
"آه..." يتنهد ألفارو. "لا يُصدق. هذا هو. هادئ جدًا، يمازح و يضحك، لكن عندما يدخل الملعب، يتحول، يعطي كل ما لديه، و لا أحد يستطيع إيقافه. لم أرَ شيئًا مثله من قبل، أبدًا. أكثر ما لفتني هو التقدير الذي حصل عليه من لاعبي إنتر بعد نصف نهائي دوري الأبطال. نحن نتحدث عن لاعبين أقوياء للغاية و ذوي خبرة. الصحفيون و الخبراء يجلسون أمام التلفاز ليروا ما يمكنه فعله، و أين حدوده... و هو لا يزال في السابعة عشرة، و لقد وقّع لتوّه عقدًا حتى عام 2031، و عند انتهائه سيكون عمره فقط 23 عامًا!"
كقائد، تصوّت للكرة الذهبية. هل لديك شكوك؟
"أبدًا. أود أن يفوز بها لامين، تمامًا كما تمنيت العام الماضي أن تذهب لإحدى الثلاثي رودريغو، داني كارفاخال، أو فابيان رويز. إنها مسألة فخر، و هوية، و قميص. لكن بصراحة، لا أعتقد أن هناك لاعبًا اليوم قادرًا على صنع الفارق مثل لامين يامال."
كيف حال ألفارو موراتا؟ في 17 يونيو سيصدر وثائقي عنك بعنوان ‘أنت لا تعرف من أنا’ ويتحدث كثيرًا عن الاكتئاب والصحة النفسية.
"الآن أنا بخير، وأنظر إلى المستقبل بثقة. أردت أن أصنع هذا الوثائقي لأصل إلى الناس—الكثير منهم—ممّن يخافون مواجهة هذه المواقف، أو الحديث عنها، أو الانفتاح. الخوف من أن يُنظر إليك بطريقة مختلفة يمنعك من طلب المساعدة. عشت على الحافة طوال مسيرتي. لم أكن أعرف حتى ما هو الاكتئاب حتى وجدت نفسي في أظلم حفرة يمكن أن يتخيلها أي إنسان."
كيف كان شعورك؟ أجاب موراتا:
"كان شعورًا فظيعًا، و عندما تكون في هذه الحالة، لا شيء يهم: لا المال، و لا المكانة، و لا المحبة—لا شيء. إنها حالة مرعبة تدفعك لاتخاذ قرارات كارثية في حياتك العائلية و الرياضية. الآن أنا بخير، لكن الرسالة التي أريد إيصالها هي أن الشخص الذي يمر بأزمة تامة، بمساعدة الزملاء، و العائلة، و المختصين، يمكنه أن يجد نفسه يلعب و يفوز بكأس أوروبا كقائد. أنا متأكد أن هذا الوثائقي سيساعد الكثير من الناس."
