الجزء الذي يتحدث فيه عن "القيم" هو ما جرح حساسية النادي. كان ثيو هيرنانديز بطلًا — و محترفًا — لفترات طويلة من تجربته مع الروسونيري، ثم انتهى به المطاف في قلب الانتقادات بسبب تراجع مستواه، حسب ما نشرت صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت في عدد اليوم. أداء فارغ فنيا، و بما أن الموضوع هو "القيم"، فقد كان أيضًا بلا جوهر تنافسي. لكن، فإن النادي حماه، حتى عندما بدت بعض العروض المشتتة و كأنها نتيجة لما يحدث في حياة ثيو خارج الملعب. التراجع في المستوى أصبح واضحًا في النهاية: بين نسخة ثيو "المشحونة بالتوربو" و النسخة الأخيرة التي لعب فيها و كأن يده على فرامل الطوارئ، كان من الواضح أن شيئًا ما قد حدث. سلسلة من التصرفات غير المنضبطة و الأخطاء خلال الموسم الماضي أثرت أيضًا على أداء الفريق: من تمرده خلال فترة "التبريد" عندما كان فونسيكا هو المدرب إلى التمثيل الذي أدى إلى طرده في دوري الأبطال أمام فاينورد.
أمس، وقت الوداع، شكر ميلان اللاعب على المواسم التي قضاها مع الفريق، متمنيًا له النجاح الشخصي و الرياضي. كما نُشر على منصة "X" مقطع فيديو عاطفي لأكثر من خمسين ثانية، يستعرض أبرز إنجازاته، مركّزًا فقط على اللحظات البطولية: انطلاقاته، أهدافه، السكوديتو، كأس السوبر الإيطالي، و الابتسامات.
لكن ثيو ودّع بأسلوب مختلف تمامًا. بعد مقدمة رقيقة، جاءت بعدها نبرة أكثر مرارة:
"اليوم أرحل بعد أن عشت لحظات لا تُنسى، مثل الفوز بلقب الدوري الإيطالي و كأس السوبر، و قبل كل شيء، بعد أن شاركت غرفة الملابس مع أشخاص استثنائيين. شكرًا من القلب لزملائي، و لكل مدرب آمن بي، و خاصة لباولو مالديني، على قربه، و رؤيته، و قيادته. و شكرًا لمشجعي الروسونيري الذين كانوا دائمًا حاضرين، في الأوقات الجيدة و الصعبة. شعوري بدعمكم كان امتيازًا لن أنساه أبدًا، و سيبقى دائمًا في قلبي. قراري بالمغادرة لم يكن سهلًا. لقد كنت دائمًا أعرف أين أريد أن أكون، و كان ميلان دائمًا أولويتي. لكن للأسف، ليس كل شيء يعتمد على شخص واحد."
في الواقع، بالنسبة للروسونيري، كان ثيو خارج المجموعة منذ وقت طويل. من وجهة نظر النادي، كان من الممكن بيعه إلى كومو في الشتاء مقابل قرابة خمسين مليون يورو، و كان يمكن إتمام نفس الصفقة مع الهلال في بداية يونيو. في الوقت نفسه، ومن أجل البقاء مع ميلان (بعد انتهاء عقده في 2026)، كان ثيو يطالب بعقد أغنى من الحالي — و هو ما لا يتماشى تمامًا مع أدائه.
و أضاف ثيو:
"الاتجاه الذي سلكه النادي و بعض القرارات الأخيرة لا تعكس القيم و لا الطموح الذي جلبني إلى هنا."
و بقوله "هنا" فهو يقصد الدوري السعودي — الذي لا يُعد من أكثر البطولات تنافسية في العالم. لم تصل أي عروض أوروبية حقيقية إلى وكيله. أما الحديث عن الطموح، فميلان أعاد إطلاق مشروعه بالفعل مع أليغري على دكة البدلاء، و لوكا مودريتش أصبح رسميًا روسونيرو منذ الأمس، و بالتالي فإن المسألة ليست طموحًا بل "قيمًا" مختلفة و هذا ما جعل النادي يشعر بخيبة أمل. خيبة كبيرة. ثيو كان دائمًا مَحمي، سواء رياضيًا أو على مستوى حياته الشخصية. الآن سيكون على كتيبة سيموني إنزاغي أن تحميه، التي وعدها هيرنانديز بـ"العمل الجاد والالتزام"، و هو يبتسم بسعادة بقميصه الأزرق الجديد.
هذا ما ذكرته صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت.
