في أول مباراتين، شاهدنا ميلان أكثر تماسكًا: خطوط أقرب إلى بعضها، و استعداد أكبر للتضحية، و التزام أكبر بالعودة للدفاع. فهل يعود الفضل كله إلى خطة اللعب بثلاثة مدافعين، رغم أنها خطة مرنة جدًا و تتبدل أحيانًا إلى خط دفاع رباعي، أم أن هناك ما هو أكثر من ذلك؟ الأرقام ليست كل شيء، لكنها بلا شك تساعد.
خطة اللعب بثلاثة مدافعين في الخط الخلفي توفّر تغطية أفضل و تُضيّق المساحات، خاصة عندما تدعمها الأجنحة، و في هذه الحالة سايليمايكرس و بارتيساغي، اللذان يقدمان جهدًا دفاعيًا كبيرًا. بالإضافة إلى ذلك، هناك ثلاثي وسط ملعب يؤدي أخيرًا دور الحاجز الدفاعي، فلم يعد يترك الدفاع مكشوفًا أمام اندفاعات الخصم.
لكن الخطة وحدها لا تكفي. في الموسم الماضي، حاول كل من فونسيكا و كونسيساو تطبيق أسلوب هجين مشابه، لكن النتائج بقيت غير مستقرة. ما يصنع الفارق الحقيقي هو عقلية اللاعبين على أرضية الملعب. سواء كانت الخطة 3-4-3، أو 3-5-2، أو 4-4-2، أو حتى 5-4-1، فهي مجرد أرقام إذا لم تكن مدعومة بالذهنية الصحيحة. يجب على اللاعبين أن يستعيدوا القدرة على المعاناة معًا، و القتال ليس فقط من أجل تسجيل الأهداف، بل لمنعها أيضًا.
في مؤتمره الصحفي التقديمي، شدد ماسيميليانو أليغري على مفهومين مترابطين. من أجل النهوض بعد المركز الثامن المخيب في الموسم الماضي، يجب على الفريق أن يجد "وتيرة إبحار" مستقرة تسمح له بالوصول إلى المرحلة الحاسمة، و التي حددها المدرب، وهو في موقع يسمح له بالمنافسة على القمة. هذا الثبات مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصلابة الدفاعية: في الدوري الإيطالي، الفريق الذي يتلقى أقل عدد من الأهداف عادة ما يفوز. ماكس يؤمن بشدة بهذا المبدأ، و في الأسابيع الثلاثة الأولى من التدريبات، بذل جهده لغرسه في الفريق. في المواسم الأخيرة، سجّل ميلان عددًا لا بأس به من الأهداف، ليس بالكثير، لكنه استقبل عددًا كبيرًا أيضًا، إلى درجة أن الأمر بدا و كأن تلقي الأهداف لم يكن يزعجهم حقًا.
لكن لا بد من إعادة اكتشاف أساسيات اللعبة، و أهمها الرغبة في المعاناة كفريق، و بذل القلب و الروح لمنع هدف تمامًا كما تفعل لتسجيله. و قد رأى أليغري بالفعل إشارات مشجعة: "أهم شيء أسعدني خلال أول 20 يومًا من العمل هو أن الفريق يتحلى بعقلية إيجابية. لقد رفعوا مستوى استعدادهم للمعاناة بشكل كبير، و هذا يعني أنه عندما نملك الكرة، نحاول اللعب، و عندما لا نملكها، ندافع جميعًا كفريق حقيقي." سواء كانت الخطة 4-3-3، أو 3-5-2، أو 3-4-2-1، فإن المفتاح هو هذه العقلية، التي لاحظها جمهور الروسونيري في أول مباراتين، و يأمل أن ترافق الفريق طوال الموسم.
