في بداية هذا الموسم، وفي مختلف المباريات الودية التي خاضها الفريق خلال الجولة الإعدادية و كذلك في مباراتي عطلة نهاية الأسبوع الماضي أمام ليدز و تشيلسي، اعتمد ماكس أليغري على تشكيلات مرنة و متغيرة إلى حد كبير. و يرجع ذلك جزئيًا إلى أنه حتى قبل بضعة أيام لم يكن هناك مهاجم صريح متاح، و جزئيًا لأن سوق الانتقالات لم يوفّر بعد جميع اللاعبين المطلوبين، مما دفع المدرب السابق ليوفنتوس للتنويع بين خطة 3-5-1-1 و أسلوب أكثر وضوحًا و هو 4-3-3.
كلتا الخطتين كانتا تتميزان بالمرونة تبعًا لمرحلة اللعب، حيث كانت الفكرة دون الكرة هي تكوين خط دفاع ثلاثي بالاعتماد على خصائص قلوب الدفاع. فكل من توموري و بافلوفيتش و كذلك دي وينتر يجيدون لعب دور قلب الدفاع المائل نحو الأطراف، و يتحركون بسلاسة على الجناح حسب حالة الاستحواذ.

أما في خط الوسط، فيبدو أن اللعب بثلاثة لاعبين أمر غير قابل للنقاش، مع تناوب كل من مودريتش، ريتشي، فوفانا، جاشاري، و لوفتوس شيك على مدار الموسم. لكن تبقى هناك علامات استفهام حول الهجوم و الدفاع، حيث قد يُضطر بعض اللاعبين إلى "التضحية" بمراكز أساسية اعتادوا عليها في السنوات الماضية، على الأقل وفقًا لما أوحت به هذه البدايات.
و لكي يعتمد الفريق على خطة بثلاثة مدافعين، فهو بحاجة إلى صفقة إضافية على الأقل: دي وينتر، توموري، غابيا، و بافلوفيتش لا يشكّلون سوى أربعة أسماء، و هو عدد قليل بالنسبة لهذا النظام. يمكن تكييف بارتيساغي إذا لزم الأمر، لكن الفريق بحاجة إلى قلب دفاع متخصص إضافي، و يفضل أن يكون ذا خبرة و قادر على قيادة الخط الخلفي. أما إذا كان الخيار هو اللعب بأربعة مدافعين، فإن التركيز يتحول إلى مركز الظهير. في الجهة اليسرى تبدو الأمور جيدة بوجود إستوبينان، بارتيساغي، و خيمينيز كخيار إضافي أحيانًا، لكن في الجهة اليمنى تبدأ الشكوك. فإذا وصل أتيكامي، سيكون لدى ميلان الظهير السويسري الشاب المولود عام 2004، و خيمينيز المولود عام 2005. هل يكفي هذا لخوض موسم كامل؟ و هل يوفران الضمانات البدنية و الدفاعية المطلوبة؟ يمكن أيضًا التفكير في ساليماكرز كخيار متعدد المهام، لكنه حتى الآن لم يُختبر في عمق هذا المركز.
و في الهجوم، اللاعب الوحيد الذي يبدو ضامنًا لمكانه الأساسي هو رافائيل لياو. المهاجم البرتغالي قدّم فترة إعداد قوية و أظهر جاهزية عالية، و لعب حتى كمهاجم صريح، ما يجعله سلاحًا فعالًا سواء في 3-5-2 أو 4-3-3. أما بوليسيك، فيمكنه اللعب بجانب لياو، لكن في هذه الحالة سيتواجد كل من سانتي خيمينيز و المهاجم الجديد من السوق على مقاعد البدلاء. و في خطة 4-3-3، يمكنه العودة إلى الجناح الأيمن، و هو الدور الذي تألق فيه لسنوات، ليشكّل ثلاثيًا هجوميًا قويًا مع لياو، ومع سانتي في الوقت الحالي.
فهل يغامر أليغري بهذا الشكل؟
من الممكن أيضًا استخدام بوليسيك كلاعب وسط هجومي (ميزالا)، كما تصوّره فونسيكا في البداية الموسم الماضي، لكن لا يمكن إنكار أن خطورته و ثبات مستواه أكبر بكثير عندما يلعب على الأطراف.
تعدد الخيارات والاحتمالات أمر إيجابي، لكن بالنسبة لفريق كان يعاني الموسم الماضي من هشاشة ذهنية و تكتيكية، فإن وجود ثوابت يعد أولوية. سنرى ما هي اختيارات أليغري، و ما الذي ستجلبه الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات.
