ميلان يريد أن يبدأ بقوة.
حتى و إن لم يجلس ماكس أليغري فعلياً على مقاعد البدلاء، بسبب إيقافه بعد طرده في نهائي كأس إيطاليا 2023–24 (الذي فاز فيه مع يوفنتوس على أتالانتا). مكانه سيشغله مساعده الموثوق ماركو لاندوتشي، الذي يرافق المدرب البالغ من العمر 58 عاماً منذ أيامهما في غروسيتو: بعد عشرين عاماً جنباً إلى جنب، بالكاد يحتاجان للكلام، فالتفاهم بينهما عميق و رؤيتهما لكرة القدم متشابهة للغاية.

و لهذا السبب، فإن المدرب السابق لليوفي، الذي سيشاهد المباراة من مقصورة في المدرجات، يدخل حقبته الثانية مع الروسونيري بثقة كبيرة. نفس الثقة يشاطرها جمهور ميلان، الذي سيملأ الليلة ملعب سان سيرو كما لو أن الخصم فريق من عمالقة دوري الأبطال، و ليس، مع كامل الاحترام، باري، الصاعد حديثاً من السيري B و الذي كان في أغسطس 1987 شاهداً على الظهور الأول لميلان أريغو ساكي في سان سيرو.
نعم، أسعار التذاكر منخفضة وعدد السياح المحبين لكرة القدم كبير، لكن وجود أكثر من 66 ألف متفرج متوقع في المياتزا يُفسَّر قبل كل شيء بوصول أليغري إلى مقاعد البدلاء، وهي خطوة أعادت وحدها الإيمان والحماس بين جماهير الروسونيري. صحيح أن الكورفا سود ستبقى صامتة، لكن جماهير ميلان، التي نالت الموسم الماضي "إسكوديتو الجماهير" بمتوسط حضور قياسي بلغ 71,544، لن تتراجع، و تأمل الآن في موسم مختلف عن السابق. في ميلانيلو، كلمة "إسكوديتو" تبقى من المحرمات، لكن بالنسبة للجماهير، مع أليغري لم يعد الحلم ممنوعاً. أما هدف النادي فهو آخر: "إنهاء الموسم بين الأربعة الأوائل." و كما ذكّر أليغري الجميع أمس، في حديثه إلى ميدياسيت و قناة ميلان الرسمية:
"التركيز الأقصى ضد باري ثم السبت أمام كريمونيزي في بداية السيري A: من الآن فصاعداً، لا مكان للأخطاء أو المزاح."
واضح بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟
ميلان، التحدي يبدأ هنا...
من بين الأندية الكبرى، ميلان هو الأول الذي يخوض مباراة رسمية في موسم 2025–26؛ الوحيد الذي يبدأ من الدور 64 لكأس إيطاليا دون المشاركة أوروبياً. يدخل الروسونيري هذه المرحلة بعد فترة إعداد أعادت بعض الحماس، و في الأيام الأخيرة اكتمل تقريباً بناء الفريق. جوهرة التاج هي الفائز بالكرة الذهبية مودريتش، و رغم أن المهاجم الصريح البديل لخيمنيز ما زال مفقوداً، فإن معظم العمل قد أنجز. الليلة، قبل ضربة البداية، سيُقدَّم القادمون الجدد، لكن الأجواء الاحتفالية لا يجب أن تُشتت الفريق. و هنا كان ماكس واضحاً:
"النقاط و الانتصارات هي ما يهم، لأننا يجب أن نحاول المضي قدماً في كأس إيطاليا للوصول إلى النهائي في مايو. هذه واحدة من أهدافنا الثلاثة، بما أننا لن نكون في دوري الأبطال هذا العام. علينا أن نخوض مباراة مسؤولة ومنضبطة، بجودة فنية عالية، وقبل كل شيء إظهار الاحترام لباري، الذي يعد فريقاً منظماً يقوده المدرب الموهوب فابيو كازيرتا، والذي قدم فترة إعداد جيدة. نحن المرشحون؟ المباريات تُحسم في الملعب. ذهنياً هذه مواجهة مهمة، وعلينا أن نخطو خطوة إلى الأمام. البطولات لا تُفاز أو تُخسر في مباراة واحدة، بل عبر 38 جولة. كما قلت دائماً، في الدوري تحتاج إلى الاستمرارية، والحفاظ دائماً على التوازن: لا تنجرف عندما تسير الأمور جيداً، و لا تيأس عندما تسوء وتمر بلحظات صعبة. سنحتاج إلى التركيز والاحترام ضد الفرق الكبيرة، لكن قبل كل شيء ضد فرق الوسط والمؤخرة، لأن النتائج أمامهم هي التي ستحدد موسمنا. ما يهم هو أن يهاجم الفريق جيداً، مستفيداً من الجودة الفنية التي يملكها لاعبو ميلان، وأن يدافع بعناية. ليس فقط المدافعين، بل كل من في الملعب. الأرقام لا تكذب: عدد الأهداف المستقبلة يحدد موقعك. إذا استقبلت عدداً معيناً، ستنهي في موقع ما؛ إذا استقبلت أكثر، ستنهي في آخر."
و بما أن أليغري يستهدف القمة، فإن الأخطاء الدفاعية ممنوعة. البداية من الليلة أمام باري. حماس ميلان يجب أن يُغذى بالنتائج.
المصدر: لا غازيتا ديلو سبورت – النسخة الورقية لليوم.
