سامويلي ريتشي، لاعب خط وسط ميلان، تحدث في مقابلة مع 'كروناكي دي سبولياتويو'. و هذه أبرز كلماته:
عن انضمامه إلى ميلان:
"في ميلان أشعر بأنني في غاية الروعة. منذ اللحظة الأولى استقبلني الجميع بحرارة، و هذا أثر فيّ كثيراً. سواء من زملائي أو من العاملين خلف الكواليس: صداقات حقيقية تتكون."
عن المدرب ماسيميليانو أليغري:
"مع أليغري توصلنا لانسجام فوري. إنه يحب المزاح خارج الملعب و يجعلنا نبتسم دائماً، لكن في الملعب يركز بشكل كبير على العمل و التفاصيل. أكبر صفاته أنه يعرف كيف يفوز، و ينقل إلينا تلك العقلية. كونه من ليفورنو و أنا من بيزا يعطينا نفس روح الدعابة. مساعده من لوكا، لذا نحن ثلاثي توسكان ممتع. علاقة جيدة تتطور مع كل اللاعبين."
عن شهره الأول مع ميلان:
"ما أدهشني أكثر في هذا الشهر الأول هو شدة التدريبات. هناك منافسة صحية داخلية تدفع الجميع لرفع مستواهم. رأينا ذلك أيضاً في المباريات الودية، حيث سجلت هدفاً – وهو أمر جميل – لكن الأهم أننا اكتسبنا دقائق في أقدامنا. و بصراحة، الدخول إلى ملعب سان سيرو ضد باري وأنا لاعب لميلان وليس منافساً كان أمراً مؤثراً للغاية."
عن لوكا مودريتش:
"تحدثت مع مودريتش عن أشياء كثيرة، حتى خارج الملعب. سألته عن إسبانيا و سألني عن إيطاليا. لكن أكثر ما تحدثنا عنه هو المنازل (يضحك) لأننا كلانا نبحث عن منزل! إنه متواضع جداً و شخص مهم بالفعل في غرفة الملابس. الكثيرون يعتمدون عليه. لم أتخيل يوماً أنني سأشارك غرفة الملابس معه! يفعل بعض الأشياء بسهولة طبيعية مدهشة، مشاهدته لا يصدق."
عن إطلاق مشروع ملابس مع أصدقائه:
"بدأ كل شيء لأن أحد أصدقائنا أراد أن يصنع شيئاً خاصاً به. كان لديه حلم و أخبرنا به. قلنا: لنجرّب. فتكاتفنا جميعاً. منذ بضعة أشهر انضم (أليساندرو) بونجيورنو (لاعب نابولي) أيضاً. إنها علامة تجارية للملابس تصنع كل شيء: قمصان، قبعات، ملابس سباحة… نتحدث يومياً على واتساب، و قريباً سيصدر شيء رائع."
عن شغفه بالغيتار والبيانو:
"بدأ شغفي بالآلات خلال كوفيد. كنت عند أصدقاء في بيزا، كنا سنخرج لكن بدأ المطر. فبقينا في غرفة بها غيتارات و بيانو. جربتها و أعجبتني: طلبت رقم معلم الغيتار و بدأت أتعلم. الآن تراجعت قليلاً، لكن إذا أعطيتني أوتاراً، يمكنني عزف الأغنية بعد دقائق. في تورينو كنت أحياناً أعزف في المعسكر، و كنت أقوم بديتوهات مع طبيب النادي الذي يعزف جيداً، بينما الآخرون يغنون. الآن أود العودة إلى دروس البيانو، و هو أصعب قليلاً: بعد شهرين يمكنك عزف الغيتار، بينما البيانو يستغرق وقتاً أطول."
عن إمبولي، ناديه السابق:
"إنهم من الأفضل في إعطاء الفرصة للشباب و منحهم دقائق لعب، لا يخافون من ذلك. كنت محظوظاً أن أكون مع الفريق الأول عندما كانوا في الدرجة الثانية، حيث تحصل على فرص أكثر. حتى إننا فزنا بالدوري ووصلت إلى الدرجة الأولى. قضيت بضع سنوات قبل أن أترك منطقة الراحة تلك. في قطاع الناشئين كنت جيداً، لكن لست ظاهرة… خطوة بخطوة، بالعمل و التركيز، و من دون تشتيت، وصلت. سلكت مساراً ثابتاً، و حصلت على فرصة لإثبات نفسي. و كان ذلك من حظي الجيد."
عن ظهوره الأول في دوري الدرجة الأولى الإيطالية:
"القفزة من البريمافيرا كانت صادمة. حتى التدريب مع الفريق الأول لا يقارن. في البداية واجهت صعوبة؛ كنت ما زلت أرى كرة القدم لعبة أكثر منها عملاً. هذا التغيير حصل عندما وصلت إلى تورينو: قبل ذلك كنت أعيشها كطفل. مع نداء تورينو فكرت: الآن الأمر جدي. بدأت أعتني بنفسي أكثر، أذهب إلى الصالة الرياضية، أعمل على نقاط ضعفي. و كان الفضل أيضاً ليوريتش. مغادرة منطقة الراحة ساعدتني: كلما أسرعت كان أفضل. فعلتها في الوقت المناسب، و قلت لنفسي: الآن إما أن أتغير، أو لن ألعب أبداً. ومنذ ذلك الحين صنعت مكاني."
عن مدربه السابق في تورينو، إيفان يوريتش:
"كان مختلفاً جداً عن المدربين الذين عملت معهم من قبل. قادماً من أندرياتسولي في إمبولي حيث لعبت كارتكاز في وسط ثلاثي، مع يوريتش كان عليّ أن أتأقلم فوراً وأصبح لاعب وسط صندوق لصندوق، لأنه في ثنائي الوسط يجب أن تفعل كل شيء. كان عليّ أن أنمو بدنياً أيضاً، وأركز كثيراً على الجانب الدفاعي. المراقبة اللصيقة، اللعب رجل لرجل. لقد طورني كثيراً في هذا الجانب."
عن أسلوب لعبه:
"أحب امتلاك الكرة عند قدمي، و أذهب للبحث عنها عندما لا تصل. في الدرجة الأولى الأمر معقد بسبب التكتيكات، الفرق تدافع بعمق: من الصعب إيجاد المساحات. في الدرجة الثانية الأمر أصعب أحياناً، إنها بطولة مميزة. كما رأينا، الأمر أقل عن الأسماء الكبيرة و أكثر عن تماسك الفريق. في الدرجة الثانية من الصعب اللعب بالكرة، تتعرض لضغط كبير، خاصة خارج الأرض، حيث تغلق الفرق المساحات و تصبح المباريات فوضوية و قبيحة. هذا جزء من كرة القدم الإيطالية، و الأجانب يعانون معه. تحدثت مع لاعبين قادمين من الدوري الإنجليزي، و أكدوا لي ذلك. آدامز في تورينو أكد أيضاً. بالنسبة للمهاجمين الأمر أصعب، لأن الدفاعات الإيطالية صلبة جداً، و طريقة الدفاع قاسية."
عن المنتخب الوطني:
"سأكون صريحاً: كل مرة يتم استدعائي أشعر بالقشعريرة. هناك القليل من القلق أيضاً. في النادي لديك روتينك. مع المنتخب، خاصة في المرات الأولى، لا تعرف ما الذي تتوقعه و ليس لديك وقت كافٍ للتحضير للمباريات، لذا عليك التكيف بسرعة. لا وقت للتفكير الزائد. كان رائعاً عندما لعبت ضد فرنسا، و رأيت غريزمان و مبابي، فقلت: ماذا أفعل هنا؟ هذه تجارب تبقى معك للأبد. حتى لو لعبت في الدرجة الأولى، مع المنتخب تشعر بإثارة مختلفة، كأنك تلعب لشيئ أكبر، تواجه الأفضل."
عن المدربين في المنتخب الإيطالي:
"لم أعمل مع غاتوزو بعد. سباليتي كثيراً ما أخبرني أنني جيد في وضعية الجسد. كثير من المدربين يتحدثون عن ذلك، لكن بعضهم لا يلاحظ. قال لي فوراً: عندما أذهب لاستلام الكرة يجب أن أقف بزاوية، بين مهاجمين، أنظر خلفي عشر مرات، أربع مرات لا تكفي، أكون يقظاً للتفاصيل، لوضعيتي عند الاستلام، لأن ذلك يصنع الفارق. عمل كثيراً على هذا مع لاعبي الوسط. فانولي أيضاً اهتم بالتفاصيل، و أراني فيديوهات عن تموضعي مقارنة بالآخرين، كيف يمكن لمتر واحد أن يغير كل شيء. في الفيديو الأمر واضح، لكن في المباراة مع الإيقاع أصعب أن تشعر به."
عن اللاعبين الشباب في إيطاليا:
"النظرة تجاه اللاعبين الشباب تتغير. شاهدت بعض مباريات الدرجة الثانية هذا العام، و العديد من الشباب يشاركون. سابقاً لم يكن كذلك. كنت محظوظاً أنني نشأت في إمبولي، حيث حتى لو أخطأت، واصلوا إشراكك لأنهم يؤمنون بك. في إيطاليا كان هناك ركود بالنسبة للشباب، لكن الآن الأمور تتحسن. الفرص أفضل، لكن الكثير يعتمد على أين تنتهي: ربما تقدم أداء جيداً في فترة الإعداد، ثم تتم إعارتك لفريق يعاني، فتنتهي في المكان الخطأ… يجب أن تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب. كثيرون لديهم موهبة كبيرة لكن ربما لديهم مدرب لا يراهم في دور معين، فيختفون تدريجياً."
عن إعجابه بأفريقيا، حيث يقضي عطلاته:
"هذا العام ذهبت إلى أوغندا، حوالي أسبوعين. إنها زيارتي الخامسة لأفريقيا. أولاً ذهبت إلى ناميبيا، ثم كينيا، ثم مدغشقر، والآن أوغندا. في كل مرة أحاول اختيار وجهات مختلفة، لأكمل 'دائرة' تجاربي الأفريقية. أذهب مع عائلتي. أحب أن أخصص وقتاً لهم. يحضرون جميع مبارياتي خلال الموسم، لكن الرحلة مختلفة: أنت معهم بهدوء، بلا عجلة. إنها لحظة عميقة حقيقية معهم، بعيداً عن الروتين. كل رحلة كانت خاصة، كل واحدة بطريقتها. لكن الكثير يعتمد على كيفية السفر. في كينيا مثلاً، إذا بقيت في منتجع، فاتك المغزى. يجب أن تعيش أفريقيا بالتنقل والاستكشاف. إنها رحلات مكثفة، مرهقة أحياناً – ساعات طويلة في السيارة، طرق وعرة – لكنها توسع آفاقك حقاً. تواجه واقعاً مختلفاً تماماً وتتعلم أن ترى الحياة من منظور آخر."
عن اللعب حافي القدمين في افريقيا:
"هناك لحظات كثيرة. في ناميبيا، إحدى أكثر الرحلات حرية، استأجرنا جيباً وسافرنا بمفردنا. توقفنا عند مكان لإنجليزي افتتح نوعاً من المقهى – ربما 'البار' الوحيد لأميال. أخبرنا قصته، كيف انتهى به المطاف هناك. صنع القهوة بطريقة خاصة. واحدة من تلك اللحظات التي تدرك فيها أن لكل شخص رحلة مذهلة. في مدغشقر لعبت كرة القدم مع أطفال في قرية. كان رائعاً. هناك لا تحتاج حتى كرة حقيقية، أي شيء دائري يكفي، و يبدؤون اللعب. رأيت نفسي فيهم: كطفل، بمجرد أن أملك كرة، ألعب في أي مكان. إنها شغف يوحد، يكسر كل الحواجز."
عن تجاربه البرية في أفريقيا:
"تجارب برية في أفريقيا؟ كثيرة. في مدغشقر مثلاً، نمنا ليلتين في خيمة على قارب. كل مساء نرسو، ننصب الخيمة، و ننام. التقينا بالسكان المحليين، كانت لحظات أصيلة. أحاول دائماً تجنب التجارب 'المعلبة' كثيراً. أحب أن أعيش الأماكن بشكل خام و حقيقي. أحياناً يكون هناك بعض الخوف، خاصة في الليل في خيمة تسمع أصوات الحيوانات. طبيعي بالنسبة لهم، أقل بالنسبة لنا. لكن دائماً معنا حارس في السفاري، لذا كنا آمنين. أتذكر سفاري ليلياً واحداً: واجهنا زرافة ضخمة وجهاً لوجه. كان الظلام دامساً، تُرى فقط في الأضواء الحمراء. مشهد مذهل."
عن فترة ما قبل الموسم:
"لدي مدرب يتابعني عن بعد. عندما أستطيع، أركض عند الفجر. في كينيا مثلاً، ركضت وسط مناظر خلابة. لكن غالباً لا تتوفر معدات مناسبة، لا صالة، لا أوزان، لذا لا يمكنك فعل كل شيء. لهذا أحاول ألا أبقى بعيداً طويلاً: يجب أن تعود جاهزاً للموسم التحضيري. إنه أمر حاسم، حتى لو أصبح أقصر. فترة ما قبل الموسم هي حيث يمكنك العمل على الأشياء التي لا يمكنك خلال السنة: تركيز على القوة القصوى، الأوزان الثقيلة. خلال الموسم تعمل على السرعة، الصيانة، الوقاية. لكن قبل الموسم تبني الأساس."
عن جذوره:
"لا أعود إلى بيزا كثيراً، إلا إذا كان لدي ثلاثة أيام عطلة على الأقل. لكنني دائماً على اتصال، خاصة مع أصدقائي في المقهى. لدي أيضاً أصدقاء كبار في السن و أصدقاء عائليين، فأحاول دائماً قضاء ساعة معهم. إنهم جميعاً من عشاق كرة القدم و يعملون في الأندية المحلية للهواة. نضحك كثيراً. كطفل كنت أذهب كثيراً لمشاهدة بيزا مع والدي في الملعب، و كنت متحمساً لصعودهم إلى الدرجة الأولى."
عن أول مدرب له:
"رومانو ماريناري كان أول مدرب لي، مع شخص آخر اسمه مارزيو. وقتها كنا نلعب خماسي، وكنت طفلاً لا أفهم الكثير بعد. لكنه كان الأول الذي آمن بي حقاً. طوال مسيرتي بقيت دائماً على اتصال به. لعب دوراً مهماً في طريقي."
عن المستقبل:
"يجب أن أتحسن في مجالات عديدة. فنياً بالطبع، لكن أيضاً في الحضور داخل الملعب. ليس كثيراً من حيث القتالية، بل أن أكون أكثر 'داخل' المباراة. أحياناً أحب العودة لاستلام الكرة، لكن قد أخسر شيئاً دفاعياً. مقارنة بالسابق، بفضل العمل الأخير، تحسنت كثيراً، خاصة بدنياً. في السنوات الأولى عملت كثيراً على القوة، وما زلت أتقدم كل موسم. دائماً هناك مجال للنمو: بدنياً، ذهنياً، وأيضاً في أشياء خارج الملعب مثل التحضير والنهج."
عن قدوته:
"أحب رودري كثيراً، رغم أنه يلعب بشكل مختلف قليلاً. في إيطاليا أحب لوبوتكا، أراه ممتازاً في المرحلتين ويوازن بينهما جيداً. هناك العديد من لاعبي الوسط الذين أعجب بهم، حتى الذين لا يلعبون في مركزي لكن يمكنك التعلم منهم. أتذكر سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش… كانت مباراة إمبولي ضد لاتسيو، مباراتي الأولى، خسرنا 3-1. أدهشني كثيراً، وفكرت فوراً: 'إذا كانوا جميعاً هكذا…'."
عن حارس تورينو، فانجا ميلينكوفيتش-سافيتش:
"بقينا على تواصل، لقد تطور كثيراً الموسم الماضي مع تورينو. من الأفضل في الركلات الثابتة، أنا أم فانجا؟ بالتأكيد هو! في كل تدريب، إذا التفت، تراه يسدد بقوة. إنه حارس مرمى لكنه يقول أنه يحتاج للتنفيس، فيسدد ركلات حرة لو جربها غيره قد يؤذي نفسه! لكنه شخص رائع حقاً."
