ميلان يُبحر الليلة من سان سيرو، و يجب ألا يستهين بكريمونيزي، خصمه في الجولة الافتتاحية.
أول تحذير من ماكس أليغري لرجاله هو التحلي بالصبر؛ أما الثاني، الذي ينطبق على كامل الموسم، فهو الحفاظ على “سرعة إبحار ثابتة، لا سريعة جداً و لا بطيئة، دون تقلبات. داخل مجموعتنا يجب أن يسود التوازن. في العام المقبل علينا العودة إلى دوري أبطال أوروبا، ولن ننجح إلا بالعمل برغبة و التركيز على كل التفاصيل.”

أليغري لن يمتلك أفضل “راكب أمواج” لديه، لياو، لكنه على الأرجح سيمنح الدفّة لمودريتش. و هو يوضح: "أنا سعيد جداً بالمجموعة، ليس فقط تقنياً، بل أخلاقياً قبل كل شيء. إنها مجموعة تريد أن تتحول إلى فريق."
القيادة
سيكون سان سيرو ممتلئاً عن آخره. وللمرة الأولى منذ عودته إلى الروسونيري، سيكون أليغري على مقاعد البدلاء بعدما غاب موقوفاً ضد باري. بابتسامة قال مازحاً: “أتمنى ألا أتسبب بالكثير من الأضرار.” ومع حرارة الطقس، قد لا يرتدي سترته، وبالتالي لا خطر من أن ينزعها ويرميها في الهواء غضباً، كما اعتاد حين يفقد أعصابه. لكن بالأمس كان هادئاً ومبتسماً: "أنا متحمس وسعيد جداً بالعودة إلى مقاعد البدلاء بعد عام من التوقف، والأجمل أن أعود مع ميلان."
الفريق يتبعه، ومن المتوقع أن يطبق الليلة تعليماته بصبر وإصرار. سيكون لمودريتش دور محوري في ضبط إيقاع اللعب: "لا حاجة للحديث عن جودته الفنية، مسيرته تتحدث عنه. يلمس الكرة أكثر بخارج قدمه من داخلها، و هذا ما نادراً ما يفعله لاعبون آخرون. إضافة إلى ذلك، هو شخص متواضع للغاية. صحيح أنه لا يمتلك القوة البدنية التي كانت لديه قبل عشر سنوات، لكننا معاً سنديره بأفضل طريقة. سيكون مفيداً جداً أيضاً خارج الملعب. لقد أظهر استعداداً كبيراً وهو في حالة بدنية ممتازة." لهذا السبب يتقدّم على ريتشي في الترتيب.
خمس و عشرون دقيقة فقط في ظهوره الأول بكأس إيطاليا كانت كافية ليفوز لوكا بقلوب جماهير ميلان، و الآن يأتي موعد ظهوره الحقيقي في الدوري الإيطالي: فائز سابق بالكرة الذهبية، ثلاث عشرة موسماً مع ريال مدريد، و صاحب رقم قياسي بستة ألقاب في دوري الأبطال. بفضل خبرته و دعم الطاقم، يعرف مودريتش كيف يدير طاقته. حالياً، يبقى مودريتش و أليغري أكبر ضمانات ميلان، بعيداً كل البعد عن فوضى الموسم الماضي. أما الامتلاء الثاني على التوالي لسان سيرو (75 ألف مشجع الليلة) فهو الدليل على عودة الحماس. الأجواء التي ستستقبل أليغري مختلفة تماماً عن آخر ظهور له في سان سيرو: في 6 يناير 2014، قبل 4247 يوماً، بحضور أقل من 35 ألف متفرج، مع ثنائية كاكا وهدف كريستانتي.
هذا الموسم أيضاً، يتوقع أليغري أهدافاً من خط الوسط: "على الأقل 15 هدفاً بين فوفانا ولوفتوس-تشيك"، و اللذين سيكملان خط الوسط الليلة.
أولويات ميلان
اليوم يستعيد أليغري قيادة فريق مُكلَّف بالصعود سريعاً من المركز الثامن إلى المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري الأبطال، من دون استبعاد حلم الاسكوديتو. “هناك ما لا يقل عن ثمانية فرق تتنافس على المراكز العليا. وكالعادة، الفريق المرشح للقب هو حامل البطولة. علينا أن نعمل جيداً ونصل إلى مارس بأفضل حالة ممكنة.”
سوق الانتقالات ساعد بالفعل، و ربما يساعد أكثر: “النادي قام بعمل جيد على مستوى المغادرين والوافدين. نحن على تواصل يومي مع الإدارة لتحديد الأهداف و رؤية ما يمكن أن يحدث. ما زالت هناك أيام قبل غلق السوق، لكن الأولوية الآن هي مباراة كريمونيزي.”
بداية قوية ضرورية، مع استغلال جدول المباريات (الخروج إلى ليتشي، ثم العودة إلى سان سيرو لمواجهة بولونيا) قبل القمة الكبيرة ضد نابولي. هذا الأسبوع المخصص للدوري يجب استثماره بأقصى قدر قبل انطلاق المنافسات الأوروبية للآخرين في سبتمبر. حتى من دون انطلاقات لياو، سيعتمد ميلان على خيمينيز في المقدمة، مدعوماً بجودة بوليسيتش.
بانتظار عودة بونيفاس ورافا (“لا جديد، حالته جيدة، ونأمل أن يكون جاهزاً أمام ليتشي، وإن لم يكن فبعد التوقف الدولي” بحسب تقرير ماكس الطبي)، تبدأ الرحلة الليلة. إنها رحلة طويلة، لكن جماهير الروسونيري تثق في قائد بخبرة أليغري.
الهدف: مغادرة السواحل الإيطالية والإبحار مجدداً في البحار الأوروبية الكبرى.
المصدر: صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت – الطبعة الورقية لليوم.
