يتصدر ميلان جدول الترتيب، بفارق نقطة واحدة عن إنتر ونابولي وروما. ميلان في الصدارة منفرداً، وهو أمر لم يحدث منذ عامين.
لياو كان رجل المباراة، كما يجب أن يكون في أغلب الأحيان، لكن الاستمرارية ليست من نقاط قوته. ربما تتغير الأمور مع ماسيميليانو أليغري، المدرب المعروف بقدرته على تحفيز لاعبيه و دفعهم للأداء الأفضل. الفوز على فيورنتينا يُحسب بضعفين، لأنه تحقق في ظروف صعبة. ميلان لعب دون رابيو و بوليسيك، و هما عنصران أساسيان، إضافة إلى لوفتوس شيك، نكونكو، إستوبينان، و جاشاري المصاب منذ فترة طويلة.
أدار أليغري دكته المحدودة بذكاء، وأشرك سانتي خيمينيز في التوقيت المناسب. المهاجم المكسيكي غيّر شكل الفريق و سحب المجموعة للأمام بطريقة لم تُرَ في أول 55 دقيقة.
سان لوكا...
العودة في النتيجة لم تكن ممكنة دون تألق لوكا مودريتش من جديد. إذا عاد ميلان إلى القمة، فالكثير من الفضل يعود إلى القائد في الميدان، الفائز بالكرة الذهبية الذي يواصل تقديم دروس في كرة القدم رغم بلوغه الأربعين. مشاهدته درس في الالتزام و الذكاء. الكرواتي لم يتوقف عن الحركة، حتى في لحظات الشوط الأول الصعبة عندما افتقد ميلان للاندفاع وحاولت فيورنتينا استغلال المساحات بين الخطوط.
في تلك الفترة، تخلى مودريتش بتواضع عن رمزية القميص رقم 10 الذي يعكس مكانته، و لعب بروح الرقم 4، لاعب الارتكاز الكلاسيكي. قطع الكرات واعترض التمريرات وسد الثغرات. الحديث عن مودريتش يبدو مكرراً، لكنه بطل لا يشيخ.
بلوغه الأربعين يبدو أمراً غير واقعي. الليلة الماضية، أوكل ستيفانو بيولي مهمة مراقبته إلى فازّيني البالغ 22 عاماً، فجعله مودريتش، الأكبر منه بـ 18 عاماً، يطارد ظله طوال اللقاء. قبل استبداله، تفوّق مودريتش عليه حتى في سباق قصير، في لقطة بدت خارجة عن المنطق.
فيورنتينا، المتذيّلة مع جنوى و بيزا، احتجّت على ركلة الجزاء التي احتُسبت لميلان عبر تقنية الفيديو. لكن بيولي، الذي كانت عودته إلى سان سيرو غير سعيدة بالنسبة له، رغم احترام الجماهير له، يتحمّل جزءاً من المسؤولية. فريقه كان سلبياً قبل الهدف و بعده. عند الدقيقة 88 و النتيجة 2-1، جاء إشراك دجيكو متأخراً، و في الدقائق العشر الأخيرة امتلأت منطقة جزاء ميلان بلاعبي فيورنتينا كما لم يحدث من قبل. ربما لا يبدأ دجيكو اللقاءات بسبب عمره الذي يقترب من الأربعين و بنيته الثقيلة، لكنه يستحق دقائق أكثر، كما أشارت صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت.
من الناحية التكتيكية، لعب الفريقان بنفس الخطة، 3-5-1-1، و اللاعب خلف المهاجم كان لاعب وسط: ساليماكرز مع ميلان، و فازيني مع فيورنتينا. كل طرف انتظر الآخر ليُخلي مساحة يستغلها لياو أو كين. لم يحدث ذلك في شوط أول اتسم بتوازن تكتيكي وتقني تام. دون تسديدات على المرمى، و دون إثارة. أضاع ميلان فرصتين واضحتين عبر توموري و بافلوفيتش بعد كرتين ثابتتين، و أرسلا الكرتين إلى المدرجات من مسافة قريبة. في ظل ضعف الهجوم، حاول مدافعان كسر التعادل و فشلا. شوط ممل لكن كان هناك تصرف جريء من مينيون عندما راوغ كين قرب خط المرمى، في لقطة خطيرة لكنها ناجحة حظيت بتصفيق سان سيرو. فيورنتينا لم تشكل خطراً يُذكر، و غابيا راقب كين بأسلوب تقليدي صارم.
عودة ميلان:
تقدمت فيورنتينا في بداية الشوط الثاني، بعد عرضية من فاجيولي، ارتقى رانييري أعلى من سايليمايكرز و حول الكرة إلى الجهة المقابلة، لتصل إلى جوسينس بعد تصدي ضعيف من مينيون ارتد من غابيا. هدف بالحظ أكثر من الجودة. أليغري كان يستعد لإدخال خيمينيز حتى قبل الهدف. خرج أثيكامي، و تراجع سايليمايكرز إلى الجهة اليمنى، و انضم خيمينيز إلى لياو في الهجوم. المباراة انقلبت بسرعة. أدرك لياو التعادل بتسديدة قوية من 25 متراً، مركزة و بعيدة عن دي خيا. كانت فيورنتينا تلعب مؤقتاً بعشرة لاعبين بسبب علاج رانييري على الخط، و احتج لاعبوها على توقيت عودته، لكن لياو كان سيسجل على الأرجح في كل الأحوال.
ثم جاء تصدي دي خيا الكبير لتسديدة خيمينيز، تلاه احتساب ركلة جزاء بعد شد من باريسي على خيمينيز، نفذها لياو بنجاح. كانت أول ركلة جزاء له مع ميلان رغم أنه في موسمه السابع، و سددها بإتقان. هذا يعيدنا إلى جودة لياو، التي ما زالت متقطعة و غير ثابتة. إذا نجح أليغري في تثبيتها، فالدوري سيكون في المتناول. و التحية الأكبر تذهب إلى لوكا مودريتش، الفارق الحقيقي بين هذا الموسم والموسم الماضي.
