رافا لياو هكذا، يبدو كأنه بعيد و غير مبالٍ بينما هو في الحقيقة مندمج تماماً، و كأن كل شيء يمرّ عليه دون أن يتأثر، لكنه ليس كذلك.
يستمع و يمتص كل إشارة. يبتسم رافا في الملعب حتى عندما يخطئ، لكن تلك الابتسامة تخفي أحياناً غضباً أو إحباطاً. ابتسامته كانت حقيقية قبل ليلتين، عندما تجاوز نديكا بسرعته و صنع تمريرة الهدف الأجمل في المباراة، و هي اللقطة التي نشرها ميلان على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي بالحركة البطيئة ليستمتع بها الجمهور.

واصل اللاعب الابتسام عندما عاد إلى غرفة الملابس و وجد الجميع يصفقون له، جميعهم واقفون له و لمينيون، اللذين بقيا في أرضية سان سيرو لإجراء المقابلات بعد المباراة. رافا و مايك اختيرا أفضل لاعبين في المباراة ضد روما، لياو بسبب إلهامه هدف الفوز لبافلوفيتش، و مينيون لتصديه لركلة جزاء ديبالا. رافا محبوب داخل الفريق و المشاعر متبادلة، بلا حواجز بين النجوم و الشباب. يستمع إلى مودريتش و ينشر عن بارتيساغي في إنستغرام كما فعل مؤخراً.
الآن يقف لياو بين مرحلتين:
البرتغالي هو لاعب ذو موهبة ما زال لديه المزيد ليقدمه، و لكن أصبح بالفعل من عناصر ميلان المخضرمة. باستثناء غابيا، الذي نشأ في الأكاديمية ثم عاد من إعارته إلى فياريال، لياو هو أقدم لاعب حالياً في الفريق. و يظهر روح القيادة في الملعب. في السابق كان الآخرون يشجعونه، أما ضد روما فكان هو من يصفق لرفع معنويات زملائه الذين يعانون. تلك التصفيقات عادت إليه لاحقاً في غرفة الملابس. ساعد الفريق بطرق أخرى أيضاً، مثل تمريرته الحاسمة المثالية لبافلوفيتش داخل المنطقة. خرج رافا من منطقته المفضلة في الجهة اليسرى و ترك دور المهاجم لقلب الدفاع. بتلك التمريرة الحاسمة يوم الأحد، أصبح رافا واحداً من ثلاثة مهاجمين فقط، إلى جانب ديبالا و لاوتارو مارتينيز، سجّلوا و صنعوا أهدافاً في كل من المواسم السبعة الأخيرة في الدوري الإيطالي (منذ 2019/20، موسمه الأول مع ميلان)، كما أشارت صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت في نسختها الورقية هذا الصباح.
ما هي أرقام لياو؟
بعيداً عن التمريرات الحاسمة، هناك أيضاً الأهداف: ثلاثة في بداية هذا الموسم من الدوري التي تأثر فيها بإصابة في الساق. ثلاثة أهداف في أربع مباريات بدأها أساسياً، ثلاث مباريات كاملة. في برغامو ضد أتالانتا، أعاقه ألم في الورك و لعب شوطاً واحداً فقط. في كأس إيطاليا، سجّل مجدداً في مشاركته الوحيدة، 17 دقيقة ضد باري قبل أن يخرج مصاباً. مجموع دقائق لعبه هذا الموسم 380 دقيقة، بمعدل هدف كل 126 دقيقة، و مساهمة حاسمة (هدف أو تمريرة) كل 95 دقيقة، و هي نسبة أعلى من معدله المعتاد. لعب لياو 18,102 دقيقة مع ميلان، سجل خلالها 74 هدفاً، أي هدف كل 245 دقيقة. هذا النسخة من رافا تفعل أموراً جديدة، منها تسجيل ركلات الجزاء: هدفه ضد فيورنتينا كان أول هدف له من نقطة الجزاء مع ميلان.
كما كان غير معتاد أن يبقى رافاييل لياو في الملعب ضد روما رغم أنه لم يكن بكامل لياقته، و خرج فقط في الوقت بدل الضائع بعد إصابته بتشنجات، وسط الهتافات و التصفيق من سان سيرو. في مباريات كثيرة سابقة كان يبدو في النهاية و كأنه لم يبذل كل جهده. هذه المرة كانت مختلفة.
ثم جاءت كلماته، التي حملت وزناً أكبر من المعتاد. قال على التلفزيون: "أنا متاح للفريق كما يطلب أليغري، كمهاجم، أو صانع لعب، أو جناح… كما يريد المدرب، المهم هو المساعدة." و في حديث خاص قال شيئاً مشابهاً لتاري. "وعدنا بتقديم مباراة كبيرة، إنه شخص جيد و لاعب يحسم المباريات بنفسه"، كشف المدير الرياضي قبل انطلاق اللقاء.
أخيراً، لخصت رسائل رافا لمتابعيه الذين يزيد عددهم عن سبعة ملايين الأمر كله، بقلوب حمراء و سوداء و كلمات بسيطة: "لا شيء أكثر من ذلك."











