خط دفاعي متحوّل، يضم لاعبين واثقين و حاسمين. بعضهم ربما في قمة مسيرته من حيث الأداء. ماسيميليانو أليغري قال يوم تقديمه و كرر ذلك مرات عديدة:
"يجب أن نستقبل أهدافاً أقل من الموسم الماضي للوصول إلى دوري الأبطال."
فريقه يسير على هذا النهج، اللاعبون استوعبوا التعليمات التكتيكية الجديدة و يطبقونها في الملعب لتفادي الأخطاء التي تسببت في إنهاء الموسم الماضي بالمركز الثامن. قبل عام، و بعد عشر جولات، كان الروسونيري قد استقبل ثلاثة عشر هدفاً و حافظ على نظافة شباكه مرتين فقط.

الآن استقبل الفريق سبعة أهداف فقط، أربعة منها في سان سيرو أمام كريمونيزي و بيزا الصاعدين حديثاً. حافظ الفريق على نظافة شباكه في خمس مباريات، من بينها مواجهات مهمة أمام يوفنتوس و روما. لم يستقبل ميلان هذا العدد القليل من الأهداف بعد عشر جولات منذ موسم 2008-2009. هذا ثمرة لتعليمات أليغري، و ضغط المهاجمين، و مجهود لاعبي الوسط دفاعياً، و تراجع الأخطاء الدفاعية إلى حد شبه كامل. اللافت أن اللاعبين الذين يقدمون اليوم تدخلات حاسمة و أداءً قوياً كانوا الموسم الماضي على مقاعد البدلاء أو كثيري الأخطاء.
ماتيو غابيا كقائد؟
المدافع الذي تخرّج من أكاديمية ميلان لعب الموسم الماضي ستاً و ثلاثين مباراة من أصل خمس و خمسين رسمية، بدأ منها اثنتين و ثلاثين. في الدوري شارك أساسياً في اثنتين وعشرين مباراة من أصل ثمانٍ و ثلاثين، و شارك إجمالاً في ستٍ و عشرين. اليوم أصبح غابيا غير قابل للمساس به، بدأ جميع مباريات الدوري العشر و لعب كل الدقائق، و ارتاح فقط في دور الـ16 من كأس إيطاليا أمام ليتشي. أصبح قائد الخط الخلفي، يحظى بالاحترام في غرفة الملابس حين يتحدث، و استعاد مكانه في المنتخب بفضل مستواه. يُعد اليوم الرمز الأوضح لميلان و نهضته بعد موسم لم يبرز فيه سوى الفوز بكأس السوبر و نتائج الديربي.
ستراهينجا بافلوفيتش يولد من جديد:
تطور بافلوفيتش لافت. انضم من سالزبورغ مقابل 18 مليون يورو إضافة إلى المكافآت في صيف 2024، و لعب 35 مباراة من أصل 55 الموسم الماضي، بدأ منها 31. في الدوري شارك أساسياً في 21 مباراة و ظهر في 24. بدأ الموسم بشكل جيد ثم ارتكب أخطاء في التمركز و التركيز و خسر مكانه. أليغري و جهازه الفني عملوا كثيراً على هذه الجوانب، و اليوم بافلوفيتش لاعب مختلف تماماً، أكثر دقة في الرقابة، أفضل في التنسيق الدفاعي، و يشارك في الهجمات من الجهة اليسرى. هدفه أمام روما كان حاسماً، كما برز أمام بيزا و أتالانتا، كما ذكرت صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت في عددها الصادر صباح اليوم.
هل عاد فيكايو توموري إلى مستواه مع أليغري؟
توموري تحامل على كدمة في الفخذ ليجلس على دكة البدلاء الأحد الماضي، ودخل في الوقت بدل الضائع و شارك بفعالية. كان عنصراً أساسياً في موسم الفوز بالدوري، لكن في الموسم الماضي تحت قيادة فونسيكا و كونسيساو غاب عن عدة مباريات، إذ بدأ 31 مباراة من أصل 55 و شارك في 35 إجمالاً. في الدوري بدأ 19 من أصل 38 مباراة. هذا الموسم غاب عن مباراة واحدة فقط في الدوري (ضد بيزا) و شارك أساسياً في ثماني مباريات من أصل عشر، إضافة إلى لقائي كأس إيطاليا. تأقلم تماماً مع اللعب في الخط الخلفي الثلاثي، و كما هو الحال مع لوفتوس شيك، يأمل في استعادة مكانه في المنتخب الذي لم ينضم إليه منذ 2023. بعد عودته إلى مستواه السابق في تشيلسي و بداياته في ميلان، يملك توموري الفرصة لذلك.
فيكايو، ماتيو، و ستراهينجا كوّنوا انسجاماً قوياً، ما ترك دقائق محدودة فقط للبلجيكي دي وينتر. و مع تركيز مينيون على ميلان رغم اقتراب نهاية عقده في يونيو، يهدف الجميع إلى رفع مستوى الفريق من خلال الحفاظ على نظافة الشباك. هذا هو الطريق الذي رسمه أليغري، و المدافعون يمضون فيه بثبات.










