منذ عمر 15 عاما و هو على كل الألسنة، بين أرقام مُحطمة و تشبيهات كبيرة.
فرانشيسكو كاماردا كان دائما الأصغر في كل شيء مهم، و رحلته في كرة القدم بدأت مع ذلك الامتحان الذي يُسمى بالضغط. الموهوب الصغير لا يتجاوز الضغط بل يعيش معه، يوم بعد يوم. بنفس الشغف الذي كان لديه عندما كان طفلا يحلم بالظهور في سان سيرو بقميص ميلان المطبوع على قلبه و على فخذه. مسيرة لامعة، مراحل قفز فوق العمر، ثم قرار الذهاب إلى ليتشي من أجل مهمة صعبة اسمها البقاء.
الشغف و الصعوبات
شغفه بتلك الكرة التي تتحرك فوق العشب مشتعل في قلبه، و هذا أكبر أسراره. ثم توجد عقلية مختلفة لشاب عمره 17 عاما تظهر في اهتمام صارم بحياته خارج التدريب، من الطعام إلى التعافي العضلي، إلى الهوايات و الحياة العادية. قال فرانشيسكو في حديث سابق على قناة VivoAzzurroTV: “عندما تلعب مع من هم أكبر، تحتاج إلى قوة بدنية و ذهنية أعلى. حتى الآن تأقلمت بشكل جيد مع الإيقاع، لكن شيء أن تفعل ذلك وأنت في 13 من عمرك مع لاعبين أكبر بعامين، وشيء آخر أن تفعل ذلك الآن في عمر 17 في الدوري مع رجال في الثلاثين. المطلوب جهد كبير للتماشي مع سرعة اللعب”. و من أجل التحفيز يشاهد كاماردا مرة كل عام فيلم إبراهيموفيتش، و يقول: “أستلهم منه كثيرا، من حياته، و من مسيرته. كان من الأقوى في العالم، و صنع تاريخ كرة القدم”. ثم يضيف أنه يواجه الحياة “باللكمات لأنني أحب الملاكمة، و أيضا الفنون القتالية مثل MMA و الكيك بوكسينغ”، لكنه يعترف بحبه للحلويات “الطبخ هواية، خصوصا إعداد الحلويات و المعجنات”.
النصف الأول من موسم كاماردا مع ليتشي عرف صعودا و هبوطا، و هو أمر طبيعي لشاب في أول موسم فعلي له في الدرجة الأولى. بدأ الدوري كأساسي و لعب 83 دقيقة في أول مباراة ضد جنوى. ثم شارك أساسيا ضد ميلان، لكنه خرج بسبب مشكلة عضلية. من تلك اللحظة استخدمه دي فرانشيسكو في الغالب من الدكة كسلاح يغيّر المباراة. في 28 أكتوبر دخل ضد بولونيا وسجل أول هدف له في الدوري بحركة مهاجم حقيقي منحت فريقه نقطة مهمة. تلك الشرارة لم تكف لإقناع المدرب الذي انتظر شهرا كاملا ليعيده أساسيا ضد نابولي في فيا دل ماري. كاماردا أخذ مسؤولية تنفيذ ركلة الجزاء، لكن ميلينكوفيتش سافيتش تصدى لها. هذا الحدث جعله يبكي كثيرا على الدكة وقت التبديل، وقلب ترتيب الخيارات، إذ فضّل المدرب اللاعب ستوليتش عليه في خمس مباريات متتالية رغم أن الأخير لم يسجل في الدوري. حتى أهدافه الثلاثة مع منتخب تحت 21 لم تغيّر رأي المدرب.
أعين ميلان
إبراهيموفيتش يتابع بشكل مباشر تطور كاماردا، إلى جانب تقارير فريق الكشافة. التركيز الآن على نمو فرانشيسكو و تحسنه الفني و قدرته على الرد عندما تظهر الصعوبات مثل ركلة الجزاء الضائعة أمام نابولي. النادي لم يكن راضيا عن قلة مشاركاته في الأسابيع الأخيرة، و يريد رؤية ثقة أكبر في لاعبه الواعد، و هو مقتنع أن المنافسة مهمة للتطور، لكنها ليست مبررا لتفضيل لاعبين أقل منه. ومع عدم الرغبة في التدخل في قرارات ليتشي، من المتوقع عقد نقاش قريب لتقييم الوضع. أمل ميلان هو حصول كاماردا على وقت أكبر و فرصة أوضح.
المصدر: calciomercato.com










