قام ثيو هيرنانديز بحزم الذكريات السيئة لآخر ستة أشهر له مع ميلان في حقيبة رياضية، ورماها هناك في العمق، وهو يراقبها تختفي في الظلام قبل أن يبدأ حياة جديدة. اليوم هو أحد نجوم الهلال بقيادة سيموني إنزاغي، الذي يذكّره من حين لآخر بالديربيات:
«هو وأفراد الجهاز الفني يمزحون معي بشأن الانتصارات الستة المتتالية مع إنتر، لكن في العام الماضي فزنا نحن…». عندما يتحدث عن ميلان، يستخدم صيغة الجمع. يصل إلى المقابلة مع صديق له بعد ساعة من التدريب، ثم يجلس على أريكة صغيرة في إحدى غرف مركز التدريب. و يبدأ في الحديث بصراحة.
كيف أقنعك سيموني إنزاغي؟
"قال لي: أنذهب و نفوز معاً؟ أعلم أنهم في إنتر كانوا يلقّبونه بـ“الشيطان”. في الملعب شخص، وخارجه شخص آخر، رجل نبيل. أحياناً يمزح حول كوني تسببت له في خسارة السوبر هنا في الرياض العام الماضي، لكن الجهاز الفني يذكّرني أيضاً بالديربيات أو بالمواجهات مع دومفريس،"قال لصحيفة Gazzetta dello Sport.
هل التقيت بميلان؟
«نعم، قبل مباراة نابولي. عندما غادرت لم أستطع معانقة الجميع كما أردت. حزنت لخسارتهم. قلت “أحسنت” لبارتيساغي، الذي يستحق كل شيء، و عانقت مودريتش الذي لعبت معه في مدريد. إنه عبقري، في مستوى آخر».
هل رأيت أيضاً الإداريين؟
«أليغري، تاري، وإبرا. فورلاني لم يحضر»، قال ثيو.
هل كنت سترحل؟
«أبداً. أولويتي كانت البقاء».
في يناير الماضي رفضت كومو؟
«وكيلي لم يخبرني بشيء. قالوا إنني طلبت أرقاماً مبالغاً فيها للتجديد، و إنني كنت أضغط من أجل الرحيل… كل ذلك غير صحيح».
منشور وداعك كان حاداً: 'الاتجاه الذي سلكه النادي وبعض القرارات لا تعكس القيم والطموح التي جئت من أجلها.'
«هذه هي الحقيقة. عندما وصلت كان هناك ماسارا و بوبان و مالديني، قدوتي. إبرا كبير، لكن بعد باولو تغيّر كل شيء إلى الأسوأ».
هل آلمتك انتقادات الجماهير؟
«كثيراً. أعلم أنني ارتكبت أخطاء، مثل بطاقات الطرد أمام فيورنتينا أو فينورد، لكننا بشر. لم أكن مرتاحاً ذهنياً و كان بإمكاني أن أقدّم أفضل، لكن الجماهير تعرف من كان ثيو في ميلان».
و كان هناك أيضاً حديث عن اعتداءات مزعومة... أجاب ثيو قائلاً:
«أخيراً لدي الفرصة للحديث عن هذا: هناك أشخاص يريدون تدمير حياتك و مسيرتك. آلمني قراءة بعض الأمور، لكن عائلتي تعرف أنها غير صحيحة».
نعود إلى الملعب: هل كان تفويت استراحة التبريد الشهيرة مع باولو فونسيكا خطأ؟
«ضُخّم الأمر كثيراً. أنا ولياو كنا قد دخلنا للتو و بقينا هناك. قالوا إن علاقتنا بالمدربين لم تكن جيدة، و هذا غير صحيح. كانت علاقتي جيدة أيضاً مع كونسيساو. كان حازماً، لكن الناس تحدثوا بكلام فارغ».
هل شعرت بأن ميلان تخلى عنك؟
«كنت أستحق معاملة أفضل. لم أتوقع ذلك. بعض زملائي دفعوني للبقاء، لكن عندما يتصل بك إداري و يقول لك: إذا بقيت سنُخرجك من القائمة، ماذا أفعل؟ أنظر إلى مكان آخر».
كم مرة كنت قريباً من مغادرة الروسونيري؟
«بصراحة لا أعرف. كنت دائماً أقول لوكيلي ألا يخبرني بأي شيء، في إيطاليا كنت سأمثل ميلان فقط».
تم اختيارك بفضل باولو مالديني…
«اليوم الذي اتصل بي فيه للقاء كان أجمل يوم في حياتي الرياضية. جاء لرؤيتي في إيبيزا وتحدثنا أمام مشروب برتقال. لم أصدق. إن أصبحت ما أنا عليه اليوم، و أيضاً المدافع الأكثر تسجيلاً في تاريخ ميلان، فذلك بفضله. ما زلنا على تواصل دائم. قميصه مع الإهداء يؤثر فيّ: “ثيو، وريثي الجدير”».
هل صدمك رحيله؟
«شعرت بالضياع. العام الماضي حضرت أنا و كالابريا إلى ميلانيلو مرتدين قميص باولو، و لم يعجب ذلك البعض. أزالوا علماً بلا سبب. باستثناء إبرا، تشعر بغياب روح الميلانية».
كيف كان زلاتان كزميل؟
«في التدريبات كان يحطمنا. لمصلحتنا».
وما سر بيولي؟
«بعد خسارة 5–0 في بيرغامو قلبنا رأساً على عقب. أتذكر خطاباته وهدوءه. لقب الدوري 2022 وُلد هناك، من تلك الهزيمة. كنا عائلة، سنوات سحرية لا تتكرر، تخطف الأنفاس. و مع ذلك في البداية مع جيامباولو بالكاد لعبت… لكن لا بأس، كنت قد وصلت للتو».
أجمل أهدافك؟
«هدف ميلان–أتالانتا 2–0 في موسم السكوديتو. انطلاقة من 90 متراً من منطقة إلى أخرى. الجماهير ما زالت تحدثني عنه، كان غريزة خالصة».
هل رافاييل لياو بطل؟
«قوي بشكل لا يصدق، لكن أحياناً ذهنه في مكان آخر. في تلك السنوات أنا وهو على الجهة اليسرى سببنا مشاكل للجميع، لذلك لا أراه مناسباً كمهاجم صريح».
هل سيجدد مايك ماينان؟
«وضعه مشابه لوضعي، و لم ينتهِ بشكل جيد».
هل كنت أقوى ظهير في الدوري الإيطالي؟
«نعم. و في أوروبا يعجبني نونو مينديش».
و بالحديث عن باريس سان جيرمان: أخوك فاز بدوري الأبطال… على حساب إنتر.
«كنت سعيداً بقدر سعادته. إنزاغي يذكرني بذلك أيضاً، لكن ماذا أفعل؟ قلبي ميلاني».
ثيو، هل هناك من تود شكره؟
«أمي، لورانس. ربّتني أنا و أخي وحدها بعد أن غادر والدي. لم أسمع عنه شيئاً بعدها، لا علاقة على الإطلاق، بينما كانت تعمل عشر ساعات يومياً لتطعمنا، و تهدئنا، و تأخذنا إلى التدريبات، و تفعل كل شيء بنفسها. هي بطلتنا».
الهدف هو الفوز بكأس العالم معاً؟
«نعم. أحياناً ما زلت أرى فرصة كولو مواني في 2022… وأتمنى أن تكون إيطاليا هناك أيضاً».
و إذا فاز ميلان بالسكوديتو؟
«سأحتفل بين الجماهير».
و إذا طلبوا منك العودة؟
«حالياً أريد الفوز هنا. لكن ما دام بعض الأشخاص موجودين، فلن أعود».











